لن أسكتَ أبدًا
كنت أسأل نفسي دائماً ما هو الحبّ؟
إذا كان الحبُّ كلمات، فلن أسكتَ أبدًا…
وإذا كان الحبُّ همسات، فسوف أرى ذلك في عين كلّ شخصٍ ألتقيه…
وإذا كان الحبُّ إحسانًا وأعمالاً فلن أخفيَ مشاعري تجاه الآخرين ولن أبخلَ بأعمالي، بل سأشهد للحُبّ…
ألحبُّ ليس كلمةً تقال في كلّ مرّةٍ نلتقي، ليست كلمةً تقال في كلّ مرة نتحاور، وليست قصّة شعورٍ يبدأ في وقتٍ زمنيّ لينتهيَ بعد ذلك في زمن النسيان…
ألحبُّ يطوف الدنيا بحثًا عن فرصته المنتظرة ليداعِبَ القلب، ويسحر النفس، ويتسلّل بهدوءٍ إلى الأعماق ليستقرَّ هناك، فيحثّ صاحبها للعيش بوجدانٍ وضميرٍ وعطاءٍ وتفاؤل. عندما نحبُّ القريب، كلَّ مَن نلتقيه خلال يومنا، نشعر بالفرح يمتلك قلبنا ويحلّق بنا عاليًا، فوق زبد البحر.
ألا يحقّ لكلّ فردٍ منّا أن يختبرَ ذلك؟! من مِنّا لا يُحبُّ لنفسه ذلك؟! مَن منّا لا يودُّ أن يدخل تلك المدرسة العميقة الكبيرة التي تقدّم لنا لغةً تنيرُ علينا أيّامنا وتمنحنا وهج حياةٍ دافئة؟!
إنّ الأمر بسيط، إفعلْ لغيرِكَ ما تودّ أن يفعلَهُ الآخرُ لك. أحببْ، فتنال مبتغاك هذا بتلقائيّة. فالحبُّ ليس بأوراق أشجارٍ متساقطة، وليس بدمعةٍ عابرة، ولا بأحلامٍ ضائعة، ولا بصورةٍ ملوّنة، ولا برسالةٍ مزخرفة، ولا بحروفٍ مذهّبة، بل هو سماءٌ صافية، وبحرٌ هادىءٌ يزلزل الروح والكيان. إنّه لمسةٌ من الوفاء والجود. لربّما كان كلامي حلمًا، لكنّه يتحوّل واقعًا حين نحبُّ القريب ونُحَبّ بالمقابل. فالفرقُ الوحيد بين الحلم والحبّ هو التالي: ندخل إلى عالم الحلم من نافذة الوسادة وندخل عالم الحبّ من نافذة القلب وعطاياه وتضحياته، وعندها فقط نستطيع أن نفهم معنى الحبّ الحقيقيّ.
إيزابيل ريشا
Spread the love