للأمل والصيد شباك واحدة
في أعماق الليل الساكن، حيث يختبئ الظلام وتتلاشى الأحلام، يشرقُ شعاعٌ صغيرٌ من الأمل. يتسلّل هذا النور الخافت ليُحيِيَ بهُدى دقّات القلب المنكسر والروح المتعبة.
وفي أعماق المحيطات التي تكتنز عالمًا سحريًّا، تهبّ الأمواج المجنونة تحديًّا للبحّارة والصيّادين، لكنّ الصيّاد يقف بثباتٍ على قاربه، ويطلق العنان لمهارته في التحكّم بالزورق وتوجيهه بين الأمواج العاتية. يعلم أنّ كلّ رحلة صيدٍ هي مغامرةٌ جديدة، تتطلّب منه القوّة والصبر والمهارة. فعلى الرغم من تحدّيات البحار، على الرغم من شمس الصيف الحارقة، على الرغم من كلّ شيء، ها هو يرمي بشبكته بأملٍ كبير وصبرٍ جبّار، فيُصمِّم على العودة بصيدٍ وفيرٍ ونجاحٍ يكتبه بحروف العزّ في كتاب تجاربه البحريّة.
يتطلّب الأمل صبرًا وثباتًا. قد يمرّ الوقت دون أن نرى أيّة نتائج فوريّة، ولكن إن ثابرنا، يأتي الأمل ليزهّرَ فرحًا. وتمامًا كما يختار الصياد مكانًا استراتيجيًّا ويتعامل بحكمةٍ مع سنّارته، هكذا يختار الإنسان أيضًا أن يغرس بذور الأمل في أعماق قلبه ويعمل بجدّيَّةٍ لِجَنْيِ ثمارها.
ينبع الأمل من الإيمان بأنّ كلَّ شيءٍ ممكن، وأن الله قادرٌ على تحقيق المعجزات. لذا، فإنّ الإيمان بوجود الأمل يعزّز العلاقة بين الإنسان وخالقه، وبين الإنسان والإنسان، إذ إنّه يلهم الناس نحو التغيير الإيجابيّ والتعاضد والعمل المشترك نحو بناء مستقبلٍ أفضل للجميع.
في أوقات الفرح والسرور يشرقُ الأمل، كأزهار ربيعٍ تفتّحت في أركان الروح…
وفي كلّ طريقٍ مظلمٍ يزهّر الأمل، كنبتةٍ بنور الإيمان واليقين تبوح.

ريما السيقلي

.

Spread the love