لكلّ حقيقة وجهان

نجدُ في العالم آلامًا كثيرة، إن بسبب انعدام التفاهُم بين الأشخاص، أوٍ بسبب الشرور التي يتخبَّط بها العالم. هل هناك طريقةٌ لتقييم هذه الأحداث السلبيّة بحيث تساهم في تحقيق الوحدة؟

يمكننا أن نرى في جميع الظروف، الجميلة أو المؤلمة، وجهين، وإلاّ أخطأنا.
إذا نظرنا لحياة يسوع وموته، نرى أنّه صُلب. ربّما نقول إنّه صلب لأنّه جدَّف، ورؤساء اليهود أرادوا أن يتخلَّصوا منه لأنّه اعتبر نفسه إبن الله، فأمسكوا به وصلبوه وقتلوه. هل هذه هي الحقيقة؟ نعم إنّها حقيقة.
لكن نحن نعلم، وبفضل إيماننا، أنّ يسوع مات على الصليب كي يُخلِّصَ البشريّة، فدفع هذا الثمن وأُهين من جرّاء شرور الإنسانيّة. عمل ذلك كي يفتح لنا أبواب السماء.
لذا علينا أن ننظر لجميع الأحداث، وخاصّةً المؤلمة منها، والتي من الصعب تفسيرها، بهذين المنظارين.
عندما نزفت القدّيسة تريزا للطفل يسوع للمرّة الأولى، بسبب إصابتها بمرض السِلّ، لم تقُل: “نزفتُ دمًا من فمي”. ولكن، بما أنّ المسيح كان عريسُها قالت: “جاء عريسي”. وهو أتى في الحقيقة ليأخذها معه إلى الجنّة. أمّا مرضُ السِلّ فكان السبب الذي ساعد في تحقيق ذلك.
إذًا كلّ الظروف السلبيّة هي في الواقع سلبيّة، إنّما نجد فيها أيضًا لمسة يد الله الذي يتدخّل بعنايته، ويحوِّلها، بفضل تفاعلٍ كيميائيٍّ-إلهيّ، إلى طاقةٍ تغذّي حياتنا الروحيّة.
هل هناك ضرورةٌ للصليب كي يفتدينا؟ هل كانت ضروريّةً كلُّ آلام يسوع وصرخته: “إلهي…، لماذا تركتني؟” (متى ٢٧، ٤٦). نعم، كلّ ذلك كان ضروريًّا. آلامنا ضروريّةٌ هي أيضًا كي نتوصَّل أن نغيِّرَ الأشخاص، ونخلقَ عالمًا جديدًا.

 كيارا لوبيك

Spread the love