لفتاتُ حنان
بِتنا نشهدُ في هذه الأيّام تفكُّكًا متزايدًا في العديد من العلاقات، وغالبًا ما يكون ذلك في بداياتها. ويعود هذا الواقع المؤلم إلى أسبابٍ عدّة. قد يَكمُنُ إحداها في عدم قدرتنا على التعبير عن الحبّ في صدق المعاملة برقّةٍ ونبعٍ من الحنان. ولكن، ما الحنان؟
ليس الحنانُ إفراطًا في العاطفة، وليس مجرّدَ أحاسيسَ وعواطفَ منفصلةٍ عن الواقع. الحنانُ موقفٌ ناضجٌ يجعلُنا مُتَنبّهين للغنى الموجود عند الآخَر، ويسمح لنا بمشاركته أحاسيسِهِ وعواطفِهِ ومشاعرِه؛ يتمّ التعبيرُ عن الحنان بأسلوبٍ جميلٍ وودّيّ، يتزيّنُ بحُسن الإستقبال ولباقة الإهتمام ومعرفة تقدير هذا الآخَر. إنّ الإبتسامة سلاحٌ فعّالٌ في هذا المجال، أمّا التحدُّثُ بصوتٍ خافت، فلهُ صدى الموسيقى في نفس الآخَر، وتقنيّةُ الإصغاء هي تعبيرٌ واضحٌ عن كميّة الحنان التي نخصُّه بها، أضِفْ إلى هذه الباقة قبلةً خاطفة، أو غمرةً غير متوقّعة، أو مصافحةً قلبيّة. باختصار، الحنانُ اهتمامٌ مستمرٌّ يزرع السعادة في قلب الآخَر عبر آلاف الإيماءات التي يُمْليها علينا الحبُّ الصادق.
هل تعلمُ أنّه بإمكانكَ أن تُعبّرَ عن حنانِكَ حتّى في العالم الإفتراضيّ، هذا إنْ عرفتَ كيف تكون ممتنًّا لمعلومةٍ أو صورةٍ أو تسجيلٍ يَصِلُك، وإن عرفت أن تقول “شكرًا”. كم تضغطُ على أزرارٍ ومفاتيحَ وشاشات، وخلف كلٍّ من تلك الآلات المُبَرمَجة هنالك أشخاص، وهم ليسوا بغرباء، لهم صورةٌ وشكلٌ وقلبٌ وأمنياتٌ وخيباتٌ وتطلّعات… كلُّ شيءٍ ما عدا اللامبالاة! فالشخصُ خلف الآلة ليس فردًا، لكنّه مثلك شخصٌ مستعّدٌ لتبادُلِ الحديث والمشاركة والمودّة.
الحنانُ شجاعةٌ وانقلابٌ على الذات حتّى تعيَ الذات أهميّة الخروج من لَولَبِها. هذا هو النموُّ الداخليّ المُتّسم بالشجاعة والإنفتاح الذي يجعلنا ننظر إلى الآخر فنُدرك كيف نخدمه ونتقاسم معه أعباءه وأفراحه.
وللطبيعة أيضًا قاموسُها الخاصّ من الحنان، وإن فاضَت نظرتُنا لها بالحنان لربّما فهمنا لغةَ طيورها، وكلماتِ أشجارها، وحديثَ زهورها، وعطرَ موسيقاها، ونغماتِ مناظرها الجميلة.
نعم، من خلال هذه اللفتات البسيطة، نستطيع أن نرى جمال العالم، وبالتالي جمال الإنسان، فنكتشفَ أكثر فأكثر في أنفُسِنا قدرةً على الحُبّ لا تنضب، وكيلاً مركومًا وطافحًا من الحنان.
ليس الحنانُ إفراطًا في العاطفة، وليس مجرّدَ أحاسيسَ وعواطفَ منفصلةٍ عن الواقع. الحنانُ موقفٌ ناضجٌ يجعلُنا مُتَنبّهين للغنى الموجود عند الآخَر، ويسمح لنا بمشاركته أحاسيسِهِ وعواطفِهِ ومشاعرِه؛ يتمّ التعبيرُ عن الحنان بأسلوبٍ جميلٍ وودّيّ، يتزيّنُ بحُسن الإستقبال ولباقة الإهتمام ومعرفة تقدير هذا الآخَر. إنّ الإبتسامة سلاحٌ فعّالٌ في هذا المجال، أمّا التحدُّثُ بصوتٍ خافت، فلهُ صدى الموسيقى في نفس الآخَر، وتقنيّةُ الإصغاء هي تعبيرٌ واضحٌ عن كميّة الحنان التي نخصُّه بها، أضِفْ إلى هذه الباقة قبلةً خاطفة، أو غمرةً غير متوقّعة، أو مصافحةً قلبيّة. باختصار، الحنانُ اهتمامٌ مستمرٌّ يزرع السعادة في قلب الآخَر عبر آلاف الإيماءات التي يُمْليها علينا الحبُّ الصادق.
هل تعلمُ أنّه بإمكانكَ أن تُعبّرَ عن حنانِكَ حتّى في العالم الإفتراضيّ، هذا إنْ عرفتَ كيف تكون ممتنًّا لمعلومةٍ أو صورةٍ أو تسجيلٍ يَصِلُك، وإن عرفت أن تقول “شكرًا”. كم تضغطُ على أزرارٍ ومفاتيحَ وشاشات، وخلف كلٍّ من تلك الآلات المُبَرمَجة هنالك أشخاص، وهم ليسوا بغرباء، لهم صورةٌ وشكلٌ وقلبٌ وأمنياتٌ وخيباتٌ وتطلّعات… كلُّ شيءٍ ما عدا اللامبالاة! فالشخصُ خلف الآلة ليس فردًا، لكنّه مثلك شخصٌ مستعّدٌ لتبادُلِ الحديث والمشاركة والمودّة.
الحنانُ شجاعةٌ وانقلابٌ على الذات حتّى تعيَ الذات أهميّة الخروج من لَولَبِها. هذا هو النموُّ الداخليّ المُتّسم بالشجاعة والإنفتاح الذي يجعلنا ننظر إلى الآخر فنُدرك كيف نخدمه ونتقاسم معه أعباءه وأفراحه.
وللطبيعة أيضًا قاموسُها الخاصّ من الحنان، وإن فاضَت نظرتُنا لها بالحنان لربّما فهمنا لغةَ طيورها، وكلماتِ أشجارها، وحديثَ زهورها، وعطرَ موسيقاها، ونغماتِ مناظرها الجميلة.
نعم، من خلال هذه اللفتات البسيطة، نستطيع أن نرى جمال العالم، وبالتالي جمال الإنسان، فنكتشفَ أكثر فأكثر في أنفُسِنا قدرةً على الحُبّ لا تنضب، وكيلاً مركومًا وطافحًا من الحنان.
ريما السيقلي