لبنان: إنفجار بيروت
شباب الفوكولاري كما شباب لبنان وعددٌ من البالغين هبّوا لمساعدة الأشخاص الأكثر تضرّرًا.
“لم نعُدْ نملكُ شيئًا”.
“المحبّة هي الجوابُ الوحيد الممكن”.
طلع علينا ضوء هذا الصباح من دون أن يتمكَّنَ أحدٌ منّا من النوم. ما زلنا جميعًا تحت وقع الصدمة.
كان من البديهيّ أن نُسرعَ ونُبادرَ للخروج من المنزل لِمَدِّ يد العون لمن هم بأمسِّ الحاجة إلى المساعدة. تنتظرُنا أعمالٌ كثيرة. عجلةُ التضامن في بيروت انطلقت للتوّ، على الرغم من دمع العيون ورُعبِ القلوب .
ماريان أبو جودة المنتسبة إلى جماعة الفوكولاري في بيروت، تلك المدينة التي تضمّ حوالي المليون شخص، تُخبرنا عن حال المدينة في أوّل ساعات الفجر. وقد تعاونت ماريان مع مجموعة من الشباب لتقديم المساعدات الأوليّة للعائلات الأكثر تضرُّرًا.“لقد تلقَّينا طلبات للمساعدة من أشخاصٍ محتاجين، كانت لائحةٌ طويلةٌمن أحتياجاتٍ مختلفة، واتَّفقنا على إعطاء الأولويّة للحالات المُلِحّة والأكثر خطورة. تكفَّلَ كلُّ شخصٍ منّا بإحضار ما تمكّن، بخاصّةٍ من معدّاتٍ للتنظيف وجرف الردم، لأنّ المشكلة الأكبر الآن هي المنازل المُهدَّمة.
اليوم جزءٌ كبيرٌ من بيروت مهدَّمٌ كُليًّا بخاصّةٍ الأحياء الموازية للمرفأ؛ البيوت بلا جدران، داخل الشقق مهدّم، ولا زجاج في بيوت الضواحي. جُرحَ العديدُ من الأشخاص داخل منازلهم، منهم بسبب شظايا الزجاج ومنهم بسبب الإصطدام بالأجسام الطائرة. كما فقد العديدُ العديد حياتهم. محيط المرفأ صحراء، لا نرى سوى مساحةٍ من الأسمنت والغبار. بسبب قوّة الإنفجار إنتشر الغبار وتبعثرت الرمال في كلّ مكان. كنّا ندخل البيوت لتقديم المساعدة في التنظيف، وكان الأشخاص يشعرون ببعض الإرتياح، كأنّنا شعاعُ أملٍ وسط هد͘ا الدمار.
ما زال الرعبُ مالئًا العيون، وما زلنا في حال صدمةٍ ممّا حصل يوم أمس.
كان لبنان يعيش مرحلةً صعبةً جدًّا، الصعوبات عديدة من وباء الكورونا، إلى الأزمة الماديّة الضخمة، إلى الأزمة الإجتماعيّة المترافقة مع تظاهرات في الساحات، إلى الأزمة السياسيّة إلخ… لم نفهم كيف ولماد͘ا وقع الإنفجاران البارحة، وكيف من الممكن أن توجدَ كميّةٌ كهد͘ه من نترات الأمّونيوم بالقرب من المدنيّين، من البيوت، ولم نعرف إد͘ا كان سببُ الإنفجار هو حادثٌ أم هجوم. نعرف فقط أنّنا ما زالنا تحت هد͘ه الصدمة”.
“لم نعُدْ نملكُ شيئًا”.
“المحبّة هي الجوابُ الوحيد الممكن”.
طلع علينا ضوء هذا الصباح من دون أن يتمكَّنَ أحدٌ منّا من النوم. ما زلنا جميعًا تحت وقع الصدمة.
كان من البديهيّ أن نُسرعَ ونُبادرَ للخروج من المنزل لِمَدِّ يد العون لمن هم بأمسِّ الحاجة إلى المساعدة. تنتظرُنا أعمالٌ كثيرة. عجلةُ التضامن في بيروت انطلقت للتوّ، على الرغم من دمع العيون ورُعبِ القلوب .
ماريان أبو جودة المنتسبة إلى جماعة الفوكولاري في بيروت، تلك المدينة التي تضمّ حوالي المليون شخص، تُخبرنا عن حال المدينة في أوّل ساعات الفجر. وقد تعاونت ماريان مع مجموعة من الشباب لتقديم المساعدات الأوليّة للعائلات الأكثر تضرُّرًا.“لقد تلقَّينا طلبات للمساعدة من أشخاصٍ محتاجين، كانت لائحةٌ طويلةٌمن أحتياجاتٍ مختلفة، واتَّفقنا على إعطاء الأولويّة للحالات المُلِحّة والأكثر خطورة. تكفَّلَ كلُّ شخصٍ منّا بإحضار ما تمكّن، بخاصّةٍ من معدّاتٍ للتنظيف وجرف الردم، لأنّ المشكلة الأكبر الآن هي المنازل المُهدَّمة.
اليوم جزءٌ كبيرٌ من بيروت مهدَّمٌ كُليًّا بخاصّةٍ الأحياء الموازية للمرفأ؛ البيوت بلا جدران، داخل الشقق مهدّم، ولا زجاج في بيوت الضواحي. جُرحَ العديدُ من الأشخاص داخل منازلهم، منهم بسبب شظايا الزجاج ومنهم بسبب الإصطدام بالأجسام الطائرة. كما فقد العديدُ العديد حياتهم. محيط المرفأ صحراء، لا نرى سوى مساحةٍ من الأسمنت والغبار. بسبب قوّة الإنفجار إنتشر الغبار وتبعثرت الرمال في كلّ مكان. كنّا ندخل البيوت لتقديم المساعدة في التنظيف، وكان الأشخاص يشعرون ببعض الإرتياح، كأنّنا شعاعُ أملٍ وسط هد͘ا الدمار.
ما زال الرعبُ مالئًا العيون، وما زلنا في حال صدمةٍ ممّا حصل يوم أمس.
كان لبنان يعيش مرحلةً صعبةً جدًّا، الصعوبات عديدة من وباء الكورونا، إلى الأزمة الماديّة الضخمة، إلى الأزمة الإجتماعيّة المترافقة مع تظاهرات في الساحات، إلى الأزمة السياسيّة إلخ… لم نفهم كيف ولماد͘ا وقع الإنفجاران البارحة، وكيف من الممكن أن توجدَ كميّةٌ كهد͘ه من نترات الأمّونيوم بالقرب من المدنيّين، من البيوت، ولم نعرف إد͘ا كان سببُ الإنفجار هو حادثٌ أم هجوم. نعرف فقط أنّنا ما زالنا تحت هد͘ه الصدمة”.
تتحدّثُ ماريان أيضًا عن الغضب الد͘ي يشعر به الناس في بيروت، وتتابع “من أجل كلّ هد͘ا قرّر الشباب أن يضعوا جانبًا الرعب الد͘ي يشعرون به أمام هد͘ا الموت والدمار، والد͘هاب للقاء الناس وتقديم المساعدة لمن طالتهم هذه المأساة. كيف نبقى في المنزل وهناك أشخاصٌ بحاجةٍ إلى حضورنا ومساعدتنا؟ لم نعد نملك شيئًا، ولكن باستطاعتنا مواجهة الشرّ بالخير”.
وتبقى المحبّةُ هي الجواب المُمكن الوحيد.
المدينة الجديدة