لا بإثبات الذات بل بعطاء ذاتنا
يتساءل البعض، لا بل الكثيرون، في وقتٍ من الأوقات، ما هي المبادئ الأخلاقيّة التي يجب أن يتبعَها المسيحيّ ؟
بمعنى آخر، ماذا يعني أن أكون مسيحيًّا في حياتي اليوميّة؟ في الواقع إنّ المثال الذي نتوق إليه ليس فقط الخير أو القيَم، لكنّه شخص: هو يسوع. تؤكّد الوثائق الكنسيّة، منذ المجمع الفاتيكانيّ الثاني، هذه الحقيقة. لكنّ الجديد هو أنّ الكثير من علماء الأنتروبولوجيا والفلسفة وعلماء النفس، مؤمنين وغيرمؤمنين، يقترحون كمثالٍ للإنسان الذي يبحث عن الكمال: يسوع (…)
يقول دوسْتويْفْسكي: “وحده يسوع هو المثال الذي يتوق الإنسان إليه بحُكمِ طبيعته”.
إنَ روحانيّة الوحدة التي أعطتنا إيّاها كيارا تدعونا إلى عطاء ذاتنا بالملء، شخصيًّا وإجتماعيًّا، مُثبِّتينَ نظرَنا على يسوع. نعرف أنّ يسوع حقّق رسالته بأكبر عمل محبّةٍ مُمكن. أعطى كلّ شيء، بّذلَ حياته بمِلءِ الحرّيّة وكشف لنا أنّ الخيرَ المطلق، بخاصّةٍ من الناحية الأخلاقيّة، لا يكون بإثبات الذات بل بعطاء الذات، بأن “لا نكون” كي “نكون محبّة”.
يؤكّد البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني في رسالته الرسوليّة “روعة الحقيقة” أنَ تصرّف يسوع وكلمته وتعاليمه يشكّلون القانون الأخلاقيّ للحياة المسيحيّة.
أن نكون يسوع، أن ندعَهُ يعيش فينا، هو إذًا الخيار الذي علينا أن نقومَ به بكلّ حرّيّة، كي نكونَ مسيحيّين حقيقيّين في جميع مجالات الحياة.

 من موضوع : “الحياة المسيحيّة والحرّية”

للأب أماديو فرّاري

Spread the love