لأنّهم شهود
اليوم، كما تعلمون، لم تعد تكفي الكلمات. إنّ الشباب، بشكلٍ خاصّ، لا يصغون كثيرًا إلى المعلّمين، بل إلى الشهود؛ يريدون أفعالاً. وها إنّ الأنجلة يمكنها أن تكون “جديدة” إذا كان الذين يُعْلِنونها هم قبلَ كلِّ شيءٍ مسيحيّون، “ذوو قيمةٍ عالية”، حقيقيّون، يعيشون هم أوّلاً ما يُعلّمه الإنجيل؛ أناسٌ يمكن أن يُقال عنهم، كما كان يُقال عن المسيحّيين الأوائل: “أنظرْ كيف يحبّون بعضهم، وواحدُهم مستعدٌّ أن يموتَ من أجل الآخر”.
ومن ثمّ ستكون “جديدة” إذا هم أحبّوا أيضًا جميعَ الرجال والنساء، من دون تمييز. وستكون “جديدة” أيضًا إذا جسّد هؤلاء المسيحيّون محبَّتَهم بمساعَدتِهم في الأعمال المطلوبة لسدّ الحاجات: الطعام، واللباس، والمسكَن، لمن ليس لديه. وستكون “جديدة” أخيرًا إذا تكلّموا مُعلنينَ الإنجيل، ولكن فقط بعد كلّ ذلك. […]
المسيحيّون الذين يتصرّفون هكذا، يحملون في العالم سحرَ يسوع، ويجعلون الناسَ يُغرمون به، وهكذا يتّسع ملكوتُ الله ويذهب إلى أبعد من كلّ التوقّعات، كما تتقوّى الكنيسة وتكبر. وبذلك يستطيعون أن ينظروا بعيدًا، مثلما فعل يسوع حين دعا الجميع إلى الأخوّة الشاملة، إذ صلّى إلى الآب قائلاً: “ليكونوا بأجمعهم واحداً”. هذا حلمٌ يُمكنه أن يبدوَ جنونًا، ولكنّه ممكنٌ لأنّه حُلُمُ إله، وهم يؤمنون به. هناك الآلاف، لا بل الملايين من الشباب من كلّ البلدان الذين يسيرون نحو هذا الهدف. ولهم قال البابا يوحنّا بولس الثاني: “الناس الذين يعرفون أن ينظروا إلى المستقبل هم الذين يصنعون التاريخ؛ بينما الآخرون يجرُّهم التاريخ…” .
والبابا، أعزّائي الشباب، يوجّه هذه الكلمات اليوم لكم جميعًا أيضًا. لا تخيّبوا أمَلَه، لا تخيّبوا أمَلَنا. أتمنّى لكم ذلك من كلّ قلبي.
كيارا لوبيك
اليوم العالميّ الخامس عشر للشباب

Spread the love