لأنّها مريم
لأنّها مريم، رمز الطهر والقدسيّة والصبر على المعاناة والإيمان بأنّ الله يحبّنا وبمحبّته كلّ معاناةٍ زائلة.
مريمنا التي اجتمعنا حولها منذ سنين مَضت، شابَكْنا الأيادي وتعاهدنا أنّ حلقة محورها مريم لن تكسر أبدًا. لكنّ الظروف اختلفت هذا العام، فالوباء قاتلٌ والقوانين حازمةٌ واللقاءُ للتحلّق حولها في يوم عيدها الوطنيّ في لبنان، عيد البشارة، يوم ٢٥ آذار ليس ممكنًا. وللمرّة الاولى يكون إلغاءُ اللقاء سببًا بزيادة الحاضرين!
فلأنّها مريم، قرّرنا إيجاد طريقةٍ للإحتفال بأسلوبنا البسيط، لنصلّيَ في وقتٍ نحن بأمسِّ الحاجة للتكاتف والصلاة. ولأنّ دربَ المحبّة حقيقيّ ولو كان في العالم الإفتراضيّ، وَجدتْ مريم طريقًا لتجمَعَنا فيه حولها، من خلال لقاءٍ عبر الشبكة العنكبوتيّة، حضره إخوتُنا من مختلف الدول! إخوتُنا الذين ما كانوا ليتمكّنوا من تعطير لقائنا بوجودهم لو أنّ هذا اللقاء كان قد جرى كما جرت العادة. لذا هذا العام كانت الحلقةُ أكبر ونورُها طاف عدّة بلدانٍ ليصلَ إلينا ويُذكّرُنا أنّ وراءَ كلِّ بلاءٍ عبرة، ومهما اشتدَّت المحنة، فهناك بصيصُ نورٍ يكبرُ كلّما أطلنا النظر إليه.
في هذا العام صلاتُنا اختلفت، كلٌّ على طريقته صلّى للعالم أجمع وهو على يقينٍ أنّ اللهَ سيستجيب، هذا ما وعدنا به في إنجيله المقدَّس بقوله: “إسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتح لكم”، وفي قرآنه الكريم حينما قال: “وإذا سألك عبادي عني فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدَّاعِ إذا دعانِ”.
فاطمة مكّه
Spread the love