كُدتُ لا أصدّق
بعد وفاة إبني الشابّ بفترةٍ قصيرة، تغيّر تصرُّفُ زوجته تجاهي. لم تعُدْ تُجيب على اتّصالاتي أو رسالاتي الهاتفيّة، ثمّ لغَتْ رقم هاتفي كلّيًّا.
ذهبْتُ يومًا لزيارتها حاملةً الهدايا لها ولِحفيدي الطفل لكنّها رفضَتْ أن تستقبلني. كانت ترفض أيضًا أن أقابل حفيدي. فلم يبقَ لي سوى أن أزورَهُ في المدرسة بموافقة الإدارة طبعًا.
كنتُ أصبر دون إدانتها، أصلّي وأرجو.
أتتْ أوّلُ إشارةٍ إيجابيّةٍ مؤخّرًا عندما أرسلَتْ لي كلمة تعزيةٍ بمناسبة وفاة شقيقتي. شكرتُها بكلّ لطفٍ على رسالتها وانتهى الأمر هنا.
لكن، يوم عيد الميلاد فاجأتْني باتّصالٍ تقول فيه أنّها آتيةٌ لعندي وتريد أن نتناول طعام الغداء معًا. كُدْتُ لا أصدّق ما يحدث! كم فرحْتُ بحفيدي الذي لم أرَه منذ سنتَيْن تقريبًا بسبب تسكير المدارس من جرّاء وباء الكورونا! أَمضيْنا النهار معًا بفرحٍ وسلامٍ وكأنّ شيئًا لم يكنْ.
كم أنتَ كريمٌ يا إلهي، قدّمتَ لي أجمل هديّةٍ في عيد ميلادك المجيد. أكّدْتَ لي مرّةً أخرى أنّ المحبّة الحقيقيّة، التي لا تدين، بل تصبر وتصلّي وترجو، تتغلّب على كلً شيء.

رندا

تعلّمْنا الصدق من ابنتنا

نحن جماعة نعمل في مركز لتربية وتعليم الأطفال الصمّ. نحاول أن نزرع فيهم ثقافة المحبّة والسلام لا سيّما في الظروف الحاليّة في بلدنا سوريا، واثقين بأن أيّ عمل محبّة نقدّمه، مهْما كان صغيرًا وبسيطًا، لا بدّ أن يثمر.
حصَلْنا فعلًا على جواب يؤكّد هذه الثقة من خلال مشاركة والدة طفلة في المركز أثناء اجتماع الأولياء.
قالت: “نحن تَعلّمْنا الصدق من إبنتنا الموجودة في مركزكم”. وكان سؤالنا: كيف؟ أجابت: “نحن نصغي لإبنتنا التي تقول لنا دائمًا: يجب أن نكون صادقين دومًا، هكذا نتعلًم في المركز وعلينا أن نكون كذلك في المنزل أيضًا. نعم أنتم علّمتمونا الصدق”. ثمّ أضافت: “لقد جعلْتم إبنتنا تعيش إسلامها أكثر من قبل لأنّها لمسَتْ محبّة الله الخالق وقيمة المحبّة والْتزَمَتْ أكثر بأوقات العبادة والصلاة”.
بالحقيقة لن تضيع أي بذرة حُبّ مهما كانت صغيرة. إنّها ستثمر ولا بدّ أن تثمر.

فيفيان

Spread the love