كتاب ثورة
هي مهندسةٌ معماريّة، لا تقتصرُ حياتَها على تصميم المباني. تشاركُنا خبرَتَها الشخصيّة وكيف الْتَقَتْ مثالاً رائعًا غَيَّرَ حياتَها.
تقول: “توفَّت أمّي وكان لي من العمر ثماني سنوات وأخي ستّ سنوات. تخطّى أبي ألمَهُ وغمرَنا بمحبّةٍ واهتمامٍ مُمَيّزَيْن. لم يكن يُمارسُ إيمانَهُ المسيحيّ لكنّه أراد أن نتبَعَ دروسَ التعليم الدينيّ، وقمتُ بالمناولة الأولى في سنّ الثانية عشرة.
في الرابعة عشرة من عمري، عشتُ أزمةً كبيرةً بسبب الْتِحاقي ببعض رفاقٍ يحملون أفكارًا سياسيّةً متطرّفة، وانْجَرَفتُ معهم بحماسَةِ الصبا. إبتعدتُ تدريجيًّا عن الممارسة الدينيّة، لكنّي حافظتُ على نوعٍ من العلاقة الشخصيّة مع الله. كنت أحتجُّ على كلّ شيءٍ وأعارضُ الجميع. صرت أتصرّفُ بقساوةٍ حتّى مع والدي، بالرغم من محبّتي الكبيرة له. لم أكن سعيدةً ولا راضيةً عن تصرّفي هذا، ولكن، لم أعرف كيف أخرجُ من دوّامة الظلمة والحزن، إلى أن حدث أمرٌ لم يكنْ بالحسبان، إذ تَمَّ اخْتِياري مع بعض رفيقاتي في المدرسة لأَتْبَعَ دُرُوسًا في الجُمْباظِ الفنيّ، فتعرّفتُ على رفاقٍ وأصدقاءٍ جُدُد، وانْفَتَحَتْ أمامي آفاقٌ جديدة، فهدأتْ قليلاً الثورةُ التي كانت تَلْتَهِمُني. والْتَقَيْتُ لورا التي لَفَتَتْني بلُطْفِها وانْفِتاحِها. كانت كشمسٍ صغيرةٍ تشعُّ وسط أجواءِ المنافسة لا بل الخصومة السائدة. بدأنا نترافقُ في طريق العودة إلى المنزل، نتبادلُ الآراءَ والأحلام…
تقول: “توفَّت أمّي وكان لي من العمر ثماني سنوات وأخي ستّ سنوات. تخطّى أبي ألمَهُ وغمرَنا بمحبّةٍ واهتمامٍ مُمَيّزَيْن. لم يكن يُمارسُ إيمانَهُ المسيحيّ لكنّه أراد أن نتبَعَ دروسَ التعليم الدينيّ، وقمتُ بالمناولة الأولى في سنّ الثانية عشرة.
في الرابعة عشرة من عمري، عشتُ أزمةً كبيرةً بسبب الْتِحاقي ببعض رفاقٍ يحملون أفكارًا سياسيّةً متطرّفة، وانْجَرَفتُ معهم بحماسَةِ الصبا. إبتعدتُ تدريجيًّا عن الممارسة الدينيّة، لكنّي حافظتُ على نوعٍ من العلاقة الشخصيّة مع الله. كنت أحتجُّ على كلّ شيءٍ وأعارضُ الجميع. صرت أتصرّفُ بقساوةٍ حتّى مع والدي، بالرغم من محبّتي الكبيرة له. لم أكن سعيدةً ولا راضيةً عن تصرّفي هذا، ولكن، لم أعرف كيف أخرجُ من دوّامة الظلمة والحزن، إلى أن حدث أمرٌ لم يكنْ بالحسبان، إذ تَمَّ اخْتِياري مع بعض رفيقاتي في المدرسة لأَتْبَعَ دُرُوسًا في الجُمْباظِ الفنيّ، فتعرّفتُ على رفاقٍ وأصدقاءٍ جُدُد، وانْفَتَحَتْ أمامي آفاقٌ جديدة، فهدأتْ قليلاً الثورةُ التي كانت تَلْتَهِمُني. والْتَقَيْتُ لورا التي لَفَتَتْني بلُطْفِها وانْفِتاحِها. كانت كشمسٍ صغيرةٍ تشعُّ وسط أجواءِ المنافسة لا بل الخصومة السائدة. بدأنا نترافقُ في طريق العودة إلى المنزل، نتبادلُ الآراءَ والأحلام…
ذات يوم أخبرتني قصّةً حقيقيّةً خَطَفَتْ أنفاسي بجمال الرسالة التي تحملها، قصة كيارا لوبيك ورفيقاتها الأوائل خلال الحرب، قصّة اكتشاف أنَّ كلَّ إنسانٍ مدعوٌّ لِعَيْشِ مثالٍ عظيمٍ هو مثال الوحدة بين البشر في يسوع. أردتُ أن أعرفَ أكثر عن هذا الاكتشاف، وأيقنتُ أنّني وجدت الجذريّة أو “التطرّف” الذي أبحث عنه وأريد أن أعطيَ حياتي من أجله. وقرّرتُ أن أطويَ صفحةً لأختبرَ حياةً جديدة ً بُوصلتها الحبُّ لا التمرّد .
ولأوّل مرة، إكتشفتُ الإنجيلَ ككتاب الثورة بإمتياز، ثورة نقوم بها أوّلاً على ذاتنا. إنطلقتُ في مغامرتي الجديدة. إلتزمتُ بحركة الشبيبة في الفوكولاري وعملتُ معهم لسنواتٍ عدّة، على مساعدة العائلات المحتاجة في مدينتي. وأقمتُ علاقاتٍ حلوة مع الجميع وِفْقًا لِمِثالِ هؤلاء الشباب. ويومًا بعد يوم، تفجّر في داخلي فرحٌ حقيقيٌّ كنتُ قد فقدتُه، وعادت العلاقة جميلةً جدًّا مع والدي.
كنت أعيشُ فترةً جميلةً من حياتي، عندما أُصيبَ والدي بمرضٍ خطير. صعقني الخبر، ووجدتُ نفسي في هوّةٍ مظلمةٍ تتردّدُ في أرجائها صرخةٌ واحدة: لماذا؟ صرخةٌ من دون جواب. وفي هذه الفترة بالذات، سمعتُ عن يسوع المصلوب في صرخته: “إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟”، ودوّتْ صرختُهُ هذه في نفسي. وما لبثَ أن أتى الجواب: إذا كان هو قد صار مثلنا إلى هذه الدرجة، فهو يستطيع أن يَفْهَمَني. شعرتُ به بجانبي ولم أَعُدْ وحيدة. إلهٌ يصيرُ واحدًا معنا، لا بُدَّ أنّه يُحبُّني حُبًّا غير مشروط. معه، إستطعتُ أن أُسلّمَ نفسي للآب وأقبَلَ هذا الألم الموجِع. إعْتَنَيْتُ بوالدي وحاولتُ بشتّى الطرق أن أُخفِّفَ عنه أَلَمَه، وكان هو أيضًا يحاولُ ألا يُحَمِّلَني عِبْءَ ألمه. كان أبي محبّةً تجاه كلّ من يزوره، وفي النهاية، إقْتَبَلَ الأسرار المقدّسة. عندما تُوُفّيَ، وعلى الرغم من الألم الكبير، بقيَ الحبُّ الذي يربطُنا حيًّا وملأ السلامُ قلبي. مع مرّ السنين ترسّخ إيماني بالأخوّة الشاملة وبانْتِمائي لعائلةٍ كبيرةٍ تعيش من أجل صلاة يسوع ” ليكونوا بأجمعهم واحدًا”، عائلة تعرفُ أن تفهَمَ وتُقدِّرَ كلَّ الشعوب بعاداتها ودياناتها المختلفة”.
ولأوّل مرة، إكتشفتُ الإنجيلَ ككتاب الثورة بإمتياز، ثورة نقوم بها أوّلاً على ذاتنا. إنطلقتُ في مغامرتي الجديدة. إلتزمتُ بحركة الشبيبة في الفوكولاري وعملتُ معهم لسنواتٍ عدّة، على مساعدة العائلات المحتاجة في مدينتي. وأقمتُ علاقاتٍ حلوة مع الجميع وِفْقًا لِمِثالِ هؤلاء الشباب. ويومًا بعد يوم، تفجّر في داخلي فرحٌ حقيقيٌّ كنتُ قد فقدتُه، وعادت العلاقة جميلةً جدًّا مع والدي.
كنت أعيشُ فترةً جميلةً من حياتي، عندما أُصيبَ والدي بمرضٍ خطير. صعقني الخبر، ووجدتُ نفسي في هوّةٍ مظلمةٍ تتردّدُ في أرجائها صرخةٌ واحدة: لماذا؟ صرخةٌ من دون جواب. وفي هذه الفترة بالذات، سمعتُ عن يسوع المصلوب في صرخته: “إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟”، ودوّتْ صرختُهُ هذه في نفسي. وما لبثَ أن أتى الجواب: إذا كان هو قد صار مثلنا إلى هذه الدرجة، فهو يستطيع أن يَفْهَمَني. شعرتُ به بجانبي ولم أَعُدْ وحيدة. إلهٌ يصيرُ واحدًا معنا، لا بُدَّ أنّه يُحبُّني حُبًّا غير مشروط. معه، إستطعتُ أن أُسلّمَ نفسي للآب وأقبَلَ هذا الألم الموجِع. إعْتَنَيْتُ بوالدي وحاولتُ بشتّى الطرق أن أُخفِّفَ عنه أَلَمَه، وكان هو أيضًا يحاولُ ألا يُحَمِّلَني عِبْءَ ألمه. كان أبي محبّةً تجاه كلّ من يزوره، وفي النهاية، إقْتَبَلَ الأسرار المقدّسة. عندما تُوُفّيَ، وعلى الرغم من الألم الكبير، بقيَ الحبُّ الذي يربطُنا حيًّا وملأ السلامُ قلبي. مع مرّ السنين ترسّخ إيماني بالأخوّة الشاملة وبانْتِمائي لعائلةٍ كبيرةٍ تعيش من أجل صلاة يسوع ” ليكونوا بأجمعهم واحدًا”، عائلة تعرفُ أن تفهَمَ وتُقدِّرَ كلَّ الشعوب بعاداتها ودياناتها المختلفة”.
المدينة الجديدة