كأسٌ واحدة
سامر شابٌّ متواضعٌ ومُثقّف، يعملُ في معملٍ قريبٍ من منزلِهِ. كانَ ذلك الشابّ قويَّ البُنية، مخلصًا لعملِه، لا يُخالف القانون ولا يتغيّبُ عن عملِهِ حتّى في فترة مرضِه. لكنّ مشكلةَ سامر الوحيدة اهتمامُهُ الشديد بنظرةِ الناسِ له، يهتمُّ كثيرًا بأن يكون محبوبًا من قبلِ الجميع. حرصَ أن يُرضيَ رئيسَهُ في العملِ، فلم يَرفُضْ لهُ طلبًا حتّى لو كان ذلكَ على حسابِ راحتِه.
ذاتَ يوم، حدثَتْ مشكلةٌ في إحدى الآلاتِ التي يعملُ عليها صديقُه، فبعدَ حضورِ العمّال إلى المصنع، إكتشفوا أنّ قطعةً صغيرةً من تلكَ الآلة قد كُسِرَت.
ذاتَ يوم، حدثَتْ مشكلةٌ في إحدى الآلاتِ التي يعملُ عليها صديقُه، فبعدَ حضورِ العمّال إلى المصنع، إكتشفوا أنّ قطعةً صغيرةً من تلكَ الآلة قد كُسِرَت.
إتّجهت أنظارُ الإتّهامِ إلى الصديق المسكين، لكنّه لم يكن هو المسؤول عن ذلك، فهو قبلَ نهايةِ الدوام رافقَ سامر طيلةَ الوقت وخرجَ معَهُ من العمل. بدأ التحقيقُ بالحادثة حتّى وصَلَ دورُ سامر، وبعدَ سؤالِهِ خافَ على صورتِهِ أن تتغيّرَ أمامَ الجميع، فيتّهمونَهُ بأنّهُ شريكٌ في الحادثة، وقرّرَ أن يُبعِدَ نفسَهُ عن تلكَ القصّة فأنكرَ أنّهُ كانَ برفقةِ صديقِهِ ذلك اليوم.
إتُّهِمَ صديقُهُ بافتعالِ الحادثة وطُرِدَ من عملِه. شعرَ سامر بتأنيبِ الضمير والحزن، إذ سقى صديقَهُ تلكَ الكأسَ المرّةَ بيدَيْه كي يُحافظَ على صورتِهِ أمامَ الناس.
دارَتِ الأيّام ومضَتِ الليالي وشقَّ كلٌّ من الصديقَيْن طريقَهُ بعيدًا عن الآخر. أرادَ اللهُ خيرًا لذلكَ الصديق الذي وجدَ عملًا آخر براتبٍ مقبولٍ، فكانَ سعيدًا مرتاحَ البالِ. أمّا سامر، فحدثَ معَهُ ما لم يكن بالحسبان، إذ ضاعَت ورقةٌ مهمّةٌ من معاملاتِ المصنعِ، وما كانَ من الرئيس الذي لا يُقدِّرُ الوفاء، إلا أن يتّهمَ سامر بذلك. لم يجد سامر من يُدافعَ عنه، وطردَ من عملِه.
دارَتِ الأيّام ومضَتِ الليالي وشقَّ كلٌّ من الصديقَيْن طريقَهُ بعيدًا عن الآخر. أرادَ اللهُ خيرًا لذلكَ الصديق الذي وجدَ عملًا آخر براتبٍ مقبولٍ، فكانَ سعيدًا مرتاحَ البالِ. أمّا سامر، فحدثَ معَهُ ما لم يكن بالحسبان، إذ ضاعَت ورقةٌ مهمّةٌ من معاملاتِ المصنعِ، وما كانَ من الرئيس الذي لا يُقدِّرُ الوفاء، إلا أن يتّهمَ سامر بذلك. لم يجد سامر من يُدافعَ عنه، وطردَ من عملِه.
حينها وقفَ مدهوشًا أمامَ عدالةِ القدرِ، فهو لم يعتقد يومًا بأنّهُ سيشربُ من نفسِ الكأسِ التي سقاها لصديقِه! هكذا هي الحياة، فمن يظلِم سيُظلَم، ومن أهانَ سيُهان حتّى ولو جاءَ العقابُ متأخّرًا لكن لا بُدّ لهُ أن يأتي.
هلا قسطنطين