قوّة المحبّة المعاشة

لن أنسى يوم اخْتطَفَتْ مجموعةٌ من الثوّار المتطرّفين والدَيّي مع ١۸ شخصًا آخرين. “لم نعرف سبب اختطافهما! كانا ملتزمَيْن بمساعدة الآخرين، يؤمنان بالأخوّة الشاملة ويعملان على بنائها يومًا بعد يوم. كما أنّه لم يكن لهما أيّةُ صلةٍ مع مجموعةٍ من المتمرّدين…
وصل خبر الخطف إلى وسائل الإعلام في العالم كلّه، وعلم الكثيرون من أعضاء الفوكولاري أنّ والديّ في عداد المخطوفين. إنهالت علينا، أخواتي الأربع وأنا، رسائلُ التعاطف، تؤكّدُ لنا الصلوات الكثيرة. كما أتت عائلةٌ صديقة، لتبقى معنا في البيت وتحمينا من تدخّل الصُحُفيّين. أعطانا هذا الحبّ قوّةً كبيرة، وشعرتُ أنّ هذه المحبّة المتبادلة التي تؤكّد حضور يسوع في وسطنا هي أجمل “هديّة” يمكنُ أن نُهديها لوالدَيْنا المفقودين.
بعد أسبوعٍ تقريبًا، استطاعت أمّي أن تهربَ وتعودَ إلينا سالمة. فأخبرتنا أنّها هي ووالدي لم يتوقّفا عن محبّة الجميع، من المخطوفين والخاطفين. تأثّرتُ جدًّا لكلامها لأنّه لم يكن هناك أثرٌ للكراهية في قلبها، وشعرتُ أنّه عليّ أنا أيضًا أن أسامحَ وأصلّيَ من أجل المخطوفين الباقين وأوّلُهُم والدي ومن أجل الذين أساؤوا إلينا.
بعد أسبوع، أُطلقَ سراح كلِّ المخطوفين وعاد والدي إلينا. منذ ذلك الوقت لم أعد أشكُّ البتّة بقوّة المحبّة المُعاشة مهما كان هناك من صعوبات.

“كلير” (الفيلبّين)

Spread the love