في ظلّ مشروع «الاستراتيجيّة الوطنيّة للتربية على المواطنة والعيش معًا» تعمل مؤسّسة أديان بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربويّ للبحوث والإنماء على تطوير منهجَيْ مادّة الفلسفة والحضارات ومادّة التربية الوطنيّة والتنشئة المدنيّة وعلى تفعيل برنامج خدمة المجتمع لِمُتَعَلّمي صفوف الثانويّة في كافّة المدارس في لبنان.
ما نودُّ إلقاء الضوء عليه بصورةٍ خاصّةٍ في هذا المقال هو عمل المؤسّسة على تفعيل برنامج خدمة المجتمع لِمُتَعَلّمي الصفوف الثانويّة في كافّة المدارس في لبنان استنادًا للمرسوم رقم ٨٩٢٤ تاريخ ٢١ أيلول ٢٠١٢.
إنّ برنامج خدمة المجتمع وتطوير دليله يهدفُ إلى المساهمة في بناء المُواطن الفاعل الذي يشعر بأنّه معنيٌّ بتطوير مجتمعه وبأنّ عَمَلَهُ أساسيٌّ في هذا الإطار، فيعرف كيفيّة مقاربة مشاكل المجتمع وكيفيّة التخطيط لحلولٍ مناسبة، ويعمل على تطبيقها بالشراكة مع مُكوّنات هذا المجتمع.
وفي هذا الإطار، قامت مؤسّسة أديان بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربويّ للبحوث والإنماء بتنظيم مهرجان خدمة المجتمع برعاية معالي وزير التربية والتعليم العالي تحت عنوان «قولُنا والعمل» في ٢ نيسان ٢٠١٦ في قصر الأونسكو، لتكريم المدارس من رسميّةٍ وخاصّة، لِعَمَلِهِم الدؤوب على مشاريع خدمة المجتمع إيمانًا منهم بأهميّة التنشئة على المواطنة الفاعلة.
وقد شارك في هذا المهرجان ٥٣ مدرسة رسميّة وخاصّة من جميع المناطق اللبنانيّة، وقد تمّ خلاله عرض ومناقشة عشرة مشاريع نموذجيّة. web3
وفي الخلاصة، إنّ لبنان يُعاني من الكثير من المشاكل وتكثرُ الشعارات فيه، لكن غالبًا ما يحولُ عائقًا تجاه تطبيقها هو عدم شعور جميع المواطنين بالمسؤوليّة وبأهميّة دَوْرِهم لإيجاد وتطبيق الحلول، وبأهميّة العمل معًا.
إنّ العَمَلَ معًا في هذا الإطار ضروريٌّ وذلك لصعوبة وفي بعض الأحيان استحالة الحلّ دون العمل مع مختلف مكوّنات المجتمع، والأخذ بعين الاعتبار تعدُّد الآراء والمقاربات والمنهجيّات. إنّ ذلك يتطلّبُ مهاراتٍ مُعَيَّنة، وبرنامج خدمة المجتمع المعمول على تطويره حاليًّا يعمل على تطويرها لدى المُتعلّم في لبنان.
من المشاريع التي تمَّ عرضهَا وتكريمها في المهرجان:
مشروع ثانويّة عكّار العتيقة الرسميّة الذي اعتُبرَ من المشاريع النموذجيّة إذ كان يهدُف إلى تخفيف استعمال الطاقة الكهربائيّة في البلدة.
فقد قام التلاميذ بحملة توعِيَةٍ لأهل البلدة وتمَّ التجاوب معهم من قبل إدارة الثانويّة والبلديّة والعديد من العائلات الذين اسْتَبْدَلوا اللمبات التي يستعملونها بلمبات التوفير. تميّز المشروع بانْتِقائِهِ موضوعًا شديدَ الأهميّة وصعبَ الحلّ من قِبَل تلاميذ الثانويّة، لكنّ حسنَ التخطيط والعملَ الجِدّي والمسؤول جعله يثمرُ نتائِجَ إيجابيّةٍ وواضحة.
أمّا ثانويّة جبران خليل جبران – بشرّي وثانويّة حسين مسعود الرسميّة فقد عملوا سويًّا على تطوير دليلٍ سياحيّ لبلدة معاد. وتميّز هذا المشروع بفكرته المُبْدِعَة، وهو عمل تلاميذ مدرستين من منطقتين لبنانيّتَيْن مختلفتَيْن لِتَنْمِيَة بلدةٍ ثالثة. فقد أثبتوا من خلال هذا المشروع على قُدْرَتِهِم على العمل معًا من أجل الخير العامّ وهذا يتطلّب مهاراتٍ لا بُدَّ للمواطن الفاعل أن يَتَحَلّى بها.
وأخيرًا نختم بجزءٍ من كلمة أ.ب. فادي ضوّ في مهرجان «قولنا والعمل»:
«أيّها الأحبّة، الشعاراتُ تفرّقنا وتقتلُ الحياةَ فينا. بينما العملُ من أجل «خدمة المجتمع» وتحقيق المصلحة العامّة يوَحِّدُنا ويَغْتَني من تنوُّعِنا.
ما قُمْتُمْ به من مبادراتٍ وأنشطةٍ مع ثانويّاتِكُم، إجعلوه نموذَجًا لحياتكم الوطنيّة في كلّ يوم. لا تقبلوا كلَّ ما يسيءُ إلى الوطن وإلى كرامتكم الوطنيّة. لا تعتبروا الفسادَ جزءًا من الواقع المفروض عليكم.
لا تَيْأسوا من سوء الأحوال الاقتصاديّة والتنمويّة والبيئيّة. لا تكونوا من بين الفاشلين الذين يكتفون بالانتقاد، بل كونوا من المُبادرين الذين لا تَرْدَعُهُم الصعاب عن السعي إلى الإصلاح والبناء.
لا تكونوا من المنعزلين الخائفين وَهْمِيًّا من الآخرين، بل انطلقوا نحو الآخرين وكونوا معهم شركاء مواطنين فاعلين.
بكم ومن خلالكم، يستطيع لبنان أن ينهضَ مجدَّدًا من تحت الرماد كطائر الفينيق ليرتَفِعَ بكم إلى مستوى المعرفة والحرّية والكرامة والإبداع الذي تتوقون إليه. إذا كنّا نحن اليوم جسم هذا الطائر التَعِب، فأنتم أَجْنِحَتُهُ الفَتِيّة التي يمكن أن تُعيدَهُ إلى رحاب السماء الواسعة. لا تفقدوا الأمل، لأنّكم أنتم الأمل. وليس بمقدور أيّ قوّةٍ أن تحجُبَ الحياة عنكم طالما أنتم لم تستلموا لقوى الظلام والموت.
أيّها الأحبّاء، أيّتها الطالبات أيّها الطلاّب، نحن معكم ولن نَتْرُكَكُم. وسوف نبقى حقًّا «كلّنا للوطن» طالما كان «قولنا والعمل».* فانيسّا بريدي
منسّقة مشروع المواطنة والعيش معًا في مؤسّسة أديانما هي رسالة مؤسّسة «أديان»
تعمل مؤسّسة «أديان» على نشر رسالتِها في لبنان، كما في المنطقة والعالم. يُمكِنُ اختصار رسالتِها بالعمل على تَثمينِ التنوُّع الدينيّ بأبعادِه النظريّة والعمليّة، وعلى تعزيز العيش معًا وإدارة التعَدُّديَّة بين الأفراد والجماعات، على الصُعُدِ الاجتماعيّة والسياسيّة والتربويّة والروحيّة، وعلى تعزيز السلام والترابُط الاجتماعيّ والتضامُن الروحيّ بين الأفراد والجماعات، عبر توطيد العلاقات الإيجابيّة والمَعْرِفة الموضوعيّة والالتزام المُشْتَرَك.

تؤمن أديان بـِ :
التعدُّديَّة الدينيّة
فرادة الأشخاص وخبراتهم
الشراكة والتضامن الروحيّ
السلام والعدالة الاجتماعيّة

إعداد فانيسا بريدي

web-foto-portrait

Spread the love