موجُ كلماتٍ عاصف
للكلام أهميّتُهُ وللمفردات وَقْعُها… فمن الكلام ما له مذاقُ العلقم، وجرحُهُ أمضى من حَدِّ السيف، أمّا فِعْلُهُ فَكَجُرْعَةِ سُمٍّ.
كلماتٌ تُقذفُ عشوائيًّا ويوميًّا ولها آلاف الأصداء. يزيدُ ويعلو شأنُها حين يَتداوَلُها العالمُ الرقميّ السريع الوتيرة، وذلك وبكلّ بساطة لأنّه يغدو من الصعب، أو بالأحرى من المُحال، مَحْوَ مفعولِها وذكراها، فتبقى مُدَوَّنةً حاضرةً لتكونَ بتصرّف من يريدُ أن يَتَصَفَّحَها! لقد احتلّت وسائل الإتصّال عن طريق الإنترنت، وللأسف، أخطر المواقع، لِشَحْنِ القلوب ودَعْمِ أُسُسِ البشاعة في النفوس، بدل أن نُحسِنَ استعمالها لنحُثَّ على الخير ونَبُثَّ التفاؤل، وقد أضحى كوكَبُنا، بفضلها، ضيعةً صغيرة.
كم من الإساءات اللاّذعة وكم من التعليقات السخيفة، تساهمُ يوميًّا بتقاذُفِ الكلامِ التافه والمُخزي الذي يبعثُ على الغثيان والاشمئزاز.
من المُضحك المُبكي، على سبيل المثال، ما شاهدته نقلاً عن برنامجٍ تلفزيونيٍّ أراد أن يكون مُسَليًّا خفيفَ الظلّ، فأتى سخيفًا تافهًا وجارحًا، إذ تجرَّأ بالتطاوُلِ على كرامة إنسانٍ وجَعْلِ الآخرين يَسْتَهْزِئونَ بهذا الشخص. كلُّ هذا تحت غطاء “الفكاهة”! ما أسْفَهَ ما شاهدت وما أحطّه، أَوَلا نُدرك أنّ ما نُشاركُ به علنًا، مسؤوليةٌ تقعُ على كاهلنا؟
هل نعلمُ أنّنا نعكسُ ما نتواصلُ به مع الآخرين؟ لنضع نفسنا مكان الشخص الآخر ولنَدَعْ كلماتنا وتصرّفاتنا تُقرِّبُنا منه، فنُعَزّز ثقافة اللقاء. يكفي تخديرًا للضمائر وسماحًا لنا بالعَبَثِ بحياة الأشخاص، من أجل “الصفحة الأولى” وزيادة عدد الجمهور، وحسب.
نبدو وكأنّنا نترقّبُ أخبار المآسي والجرائم والحروب والقضايا التي تسيءُ إلى الكرامة الإنسانيّة. هلاّ كَفَفْنا واكْتَفَيْنا! هلاّ تمَعَنّا قليلاً بوقْعِ كلّ ذلك على أطفالنا وشبابنا وعائلاتنا؟ سلوكٌ منحرفٌ، تفاقُمٌ في الفروقات وانتشارٌ للخوف والكراهية.
هلاّ استطعنا أن يكونَ حاضرُنا ولاءً لمبادئنا، مستقلّاً عن غاياتنا ومصالحنا الشخصيّة، فنلتزم بالأصول المهنيّة مُزَوَّدين بضميرٍ حيّ؟
هلاّ نَقَلْنا ما يُفيدُ ويبني القارىء والمُشاهد، وقُلْنا “لا” و “ألفَ لا” للفكر الضيّق والمنغلق والمُعْتم الذي يوجّه حياةَ الأشخاص وسلوكَهُم الإجتماعيّ؟
أَوَ ليس من الأفضل أن نعودَ إلى حقيقة كياننا؟ إلى “البشرى السارّة”؟
كلماتٌ تُقذفُ عشوائيًّا ويوميًّا ولها آلاف الأصداء. يزيدُ ويعلو شأنُها حين يَتداوَلُها العالمُ الرقميّ السريع الوتيرة، وذلك وبكلّ بساطة لأنّه يغدو من الصعب، أو بالأحرى من المُحال، مَحْوَ مفعولِها وذكراها، فتبقى مُدَوَّنةً حاضرةً لتكونَ بتصرّف من يريدُ أن يَتَصَفَّحَها! لقد احتلّت وسائل الإتصّال عن طريق الإنترنت، وللأسف، أخطر المواقع، لِشَحْنِ القلوب ودَعْمِ أُسُسِ البشاعة في النفوس، بدل أن نُحسِنَ استعمالها لنحُثَّ على الخير ونَبُثَّ التفاؤل، وقد أضحى كوكَبُنا، بفضلها، ضيعةً صغيرة.
كم من الإساءات اللاّذعة وكم من التعليقات السخيفة، تساهمُ يوميًّا بتقاذُفِ الكلامِ التافه والمُخزي الذي يبعثُ على الغثيان والاشمئزاز.
من المُضحك المُبكي، على سبيل المثال، ما شاهدته نقلاً عن برنامجٍ تلفزيونيٍّ أراد أن يكون مُسَليًّا خفيفَ الظلّ، فأتى سخيفًا تافهًا وجارحًا، إذ تجرَّأ بالتطاوُلِ على كرامة إنسانٍ وجَعْلِ الآخرين يَسْتَهْزِئونَ بهذا الشخص. كلُّ هذا تحت غطاء “الفكاهة”! ما أسْفَهَ ما شاهدت وما أحطّه، أَوَلا نُدرك أنّ ما نُشاركُ به علنًا، مسؤوليةٌ تقعُ على كاهلنا؟
هل نعلمُ أنّنا نعكسُ ما نتواصلُ به مع الآخرين؟ لنضع نفسنا مكان الشخص الآخر ولنَدَعْ كلماتنا وتصرّفاتنا تُقرِّبُنا منه، فنُعَزّز ثقافة اللقاء. يكفي تخديرًا للضمائر وسماحًا لنا بالعَبَثِ بحياة الأشخاص، من أجل “الصفحة الأولى” وزيادة عدد الجمهور، وحسب.
نبدو وكأنّنا نترقّبُ أخبار المآسي والجرائم والحروب والقضايا التي تسيءُ إلى الكرامة الإنسانيّة. هلاّ كَفَفْنا واكْتَفَيْنا! هلاّ تمَعَنّا قليلاً بوقْعِ كلّ ذلك على أطفالنا وشبابنا وعائلاتنا؟ سلوكٌ منحرفٌ، تفاقُمٌ في الفروقات وانتشارٌ للخوف والكراهية.
هلاّ استطعنا أن يكونَ حاضرُنا ولاءً لمبادئنا، مستقلّاً عن غاياتنا ومصالحنا الشخصيّة، فنلتزم بالأصول المهنيّة مُزَوَّدين بضميرٍ حيّ؟
هلاّ نَقَلْنا ما يُفيدُ ويبني القارىء والمُشاهد، وقُلْنا “لا” و “ألفَ لا” للفكر الضيّق والمنغلق والمُعْتم الذي يوجّه حياةَ الأشخاص وسلوكَهُم الإجتماعيّ؟
أَوَ ليس من الأفضل أن نعودَ إلى حقيقة كياننا؟ إلى “البشرى السارّة”؟
بقلم ريما السيقلي