في مواجهة الخوف
العنف يجرّ العنف! والأشخاص الذين يروّجون للعنف يؤمنون بإلهٍ عنيفٍ لا يفكّر إلاّ في القتل والإنتقام، ويجدون دومًا تبريرًا لجرائمهم. في الواقع، هم يعبدون أنفسهم. لكنّ الأغلبيّة الساحقة من البشر ترغب في العيش بسلامٍ واحترامٍ للآخَر.
“للسلام” أهميّةٌ بالغةٌ في القرآن والسلام اسم من أسماء الله الحسنى، وأستشهد بالإمام السادس جعفر الصادق في كتابه مصباح الشريعة إذ قال: “فإن أردتَ ان تضع السلام موضعَه وتؤدّي معناه فاتّقِ الله تعالى وليسلم دينُكَ وقلبُكَ وعقلُك، لا تدنّسها بظلم المعاصي، ولتسلم منك حفظتك، لا تبرّمهم ولا تملّهم وتوحشهم منك بسوء معاملتك معهم ثمّ مع صديقك ثمّ مع عدوّك، فإن من لم يسلم منه من هو أقرب إليه، فالأبعد أولى ومن لا يضع السلام مواضعه هذه، فلا سلام ولا تسليم، وكان كاذبا في سلامه”.
أما بالنسبة للاهوتيّ المسيحيّ ميشيل فانديلين، فقد قال: “إذا أردنا مواجهة الخوف، علينا تقوية روحنا، أي وحدتنا بالله. وحده الله يمكنه أن يهزم الشرّ الذي فينا، والكراهية التي فينا، والخوف الذي في داخلنا. حبّه وحده هو الكلّيّ القدرة. وأضاف: “كتاباتنا (المسيحيّة) تقول إنّ الحُبّ الكامل يطرد الخوف. إنّ الحُبّ الكامل هو الذي يكون على أتمّ استعداد للتضحية بحياته. إنّه الحُبّ النقيّ والمجانيّ، الذي لا يبحث عن منفعته، إنّه الحُبّ الرحيم الذي لم يَعُدْ يهابُ شيئًا. هذا الحُبّ أقوى من كلّ شيء، وهو الحُبّ الذي يمكِّنُنا من مواجهة الأحداث الجسيمة التي نشهدها منذ مدّةٍ باتت طويلة”.
يدعونا البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة اليوم العالميّ للصلاة من أجل الدعوات، واستعدادًا للسنة اليوبيليّة المقدّسة، أن نكون جميعًا حجّاج الرجاء وبناة السلام، وختم بقوله: “فلنَنْهضْ إذًا ونَنْطلقْ كحجّاج رجاء، لأنّه كما فعلت مريم مع القدّيسة أليصابات، يُمكننا نحن أيضًا أن نحملَ بُشرى الفرح، ونولِّدَ حياةً جديدة، ونكونَ صانعي أخوّة وسلام”.
ريما السيقلي
Spread the love