في قطار الزمن
خلال الأزمنةِ الأولى للحركة، كان بالإمكان أن نموتَ في كلّ لحظة، لأنّنا لم نكن في مأمنٍ من القصف أثناء الحرب. فتساءَلْنا حينها، متى يجبُ أن نحبَّ الله ونُتمّمَ إرادته؟ وفهِمْنا فورًا: الآن، في هذه اللحظة بالذات، لأننا لا ندري إن كنّا سنصلُ إلى اللحظة التالية، فالزمنُ الوحيد الذي كنّا نمتلِكُه كان اللحظة الحاضرة. إنّ الماضي قد مضى، والمستقبل قد لا يأتي. وكنّا نقول: بما أنّ الماضي قد ولّى، فلنَضَعْهُ في رحمةِ الله، والمستقبل لم يأتِ بعد. فمتى عِشْنا الحاضر بشكلٍ جيّد، هكذا سنعيشُ المستقبل حين سيُصبحُ بدورِهِ حاضرًا.
وكنّا نعلّق على ذلك قائلين: “إنّه من الغباء أن نعيشَ في الماضي الذي لن يعود، أو في مستقبلٍ قد لا يأتي أبدًا ولا نستطيعُ تَكَهُّنَهُ الآن!”.
وكنّا نعطي مَثَل القطار. فكما المسافر في القطار، لا يسير إلى الأمام ولا إلى الوراء، حتّى يصلَ إلى المحطّة المقصودة، وإنّما يبقى جالسًا في مقعده، كذلك، علينا نحنُ أن نبقى ثابتين في الحاضر. فقطارُ الزمن يسير وحده، ولحظةٌ حاضرةٌ تلوَ أخرى، سَنَصلُ إلى اللحظة التي تتعلّقُ بها الأبديّة.
وكنّا نعلّق على ذلك قائلين: “إنّه من الغباء أن نعيشَ في الماضي الذي لن يعود، أو في مستقبلٍ قد لا يأتي أبدًا ولا نستطيعُ تَكَهُّنَهُ الآن!”.
وكنّا نعطي مَثَل القطار. فكما المسافر في القطار، لا يسير إلى الأمام ولا إلى الوراء، حتّى يصلَ إلى المحطّة المقصودة، وإنّما يبقى جالسًا في مقعده، كذلك، علينا نحنُ أن نبقى ثابتين في الحاضر. فقطارُ الزمن يسير وحده، ولحظةٌ حاضرةٌ تلوَ أخرى، سَنَصلُ إلى اللحظة التي تتعلّقُ بها الأبديّة.
وإذ نُحبُّ إرادةَ الله في اللحظة الحاضرة من كلِّ قلبنا وبملءِ روحِنا وكُلِّ قوانا، يُمكنُنا أن نُتمّمَ حقًّا خلال حياتِنا كلِّها وصيّةَ محبّةِ الله.
لا تخلو الحياة من المصاعب… حَبّذا لو جعلنا من كلِّ حاجزٍ يعترضُ حياتَنا حافزًا أو وسيلةً للإندفاع من جديد، فلا “نتحمّل” الصليب تحمُّلاً، مهما اتّخذَ من أَوْجُه، بل نَنْتَظِرُهُ لِنَغْمُرَهُ لحظةً تلو الأخرى، كما يفعل القدّيسون فنقول إذ نشعر بوصوله: “هذا أنت يا ربّ وأنتَ مَنْ أريد”.
وحين نقولُ نعم للربّ علينا أن نعيشَ بكمالٍ اللحظةَ التالية دون أن نهتمَّ بذاتِنا وبآلامِنا وإنّما بآلام الآخرين أو بأفراحهم، فنُشارِكَهم فيها ونُعينَهُم على حِمْلِ الأثقال وعلى تَحمُّلِها، ونُتمّمَ واجباتِنا مركّزين كلّ انتباه العقل وعاطفة القلب وكلّ المُقدّرات، لتصيرَ كلّها صلاةً مُستديمةً كما يُريدُها الله.
هذا هو السرُّ الصغير الذي بواسطته نَبني مدينةَ الله حجرًا فوق حجر فينا وفي ما بيننا، وهذا ما يَجعلُنا منذ الآن، على هذه الأرض، في الإرادة الإلهيّة، في الله الذي هو الحاضرُ الأبديّ.
لا تخلو الحياة من المصاعب… حَبّذا لو جعلنا من كلِّ حاجزٍ يعترضُ حياتَنا حافزًا أو وسيلةً للإندفاع من جديد، فلا “نتحمّل” الصليب تحمُّلاً، مهما اتّخذَ من أَوْجُه، بل نَنْتَظِرُهُ لِنَغْمُرَهُ لحظةً تلو الأخرى، كما يفعل القدّيسون فنقول إذ نشعر بوصوله: “هذا أنت يا ربّ وأنتَ مَنْ أريد”.
وحين نقولُ نعم للربّ علينا أن نعيشَ بكمالٍ اللحظةَ التالية دون أن نهتمَّ بذاتِنا وبآلامِنا وإنّما بآلام الآخرين أو بأفراحهم، فنُشارِكَهم فيها ونُعينَهُم على حِمْلِ الأثقال وعلى تَحمُّلِها، ونُتمّمَ واجباتِنا مركّزين كلّ انتباه العقل وعاطفة القلب وكلّ المُقدّرات، لتصيرَ كلّها صلاةً مُستديمةً كما يُريدُها الله.
هذا هو السرُّ الصغير الذي بواسطته نَبني مدينةَ الله حجرًا فوق حجر فينا وفي ما بيننا، وهذا ما يَجعلُنا منذ الآن، على هذه الأرض، في الإرادة الإلهيّة، في الله الذي هو الحاضرُ الأبديّ.
كيارا لوبيك