إنّه اليوم الثالث والأخير من الرياضة الروحيّة في ساكروفانو للمشاركين الـ ٤٦٤ في الجمعية العموميّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة التي ستبدأ في اليوم التالي، أي ٤ أكتوبر ٢٠٢٣ في الفاتيكان. ومن بين الشخصيّات الـ ۹ المدعوّة للمشاركة في الأعمال السينودوسيّة، بصفة مدعوّين خاصّين هناك أيضًا مارغريت كرّام، رئيسة الفوكولاري، أو “عمل مريم”، والفوكولاري هو إحدى أبرز التعبيرات للواقع الكنسيّ للتجديد الروحيّ والإجتماعيّ الذي نشأ في القرن العشرين.
مارغريت كرّام: خبرةٌ روحيّةٌ عميقة، وخبرةُ صداقة
نحن في نهاية الثلاثة أيّام من الرياضة الروحيّة التي تسبق أعمال المجمع السينودسِيّ، تروي مارغريت كرّام الخبرة التي عاشتها وتصفها بشيءٍ عميقٍ جدًّا، إذ تقول: “هذه الأيّام الثلاثة، جعلتنا نقترب أوّلاً من بعضنا البعض كإخوةٍ وأخوات، متجاوزين أدوارَنا في الكنيسة، تمامًا كشعب الله الذي ينتمي إلى الكنيسة عينها. كانت فكرة بدء الأعمال السينودسيّة بالرياضة الروحيّة إلهامًا بالغ الأهميّة، لأنّها أوصلتنا مباشرةً إلى جوهر المجمع الذي هو قبل كلِّ شيءٍ ‘أن نكونَ في حالة صمتٍ وفي حالة إصغاءٍ’ في نفس الوقت، حتّى ندركَ بُعْدَ ما يقوله الآخرون ليصبحوا تغييرًا لفكرتنا أو مصدرَ غنى.
ألصداقة الإنسانيّة في الكنيسة
ألرجاء، المنزل، الصداقة، السلطة، إنّها بعض المواضيع المقترحة في تأمّلات الأب تيموثي رادكليف. كلمة صداقة هي الكلمة التي أثّرت بشكلٍ كبيرٍ على مارغريت كرّام وتشرح السبب وتقول: “أثّرَتْ فيّ هذه الكلمة بشكلٍ كبير لأنّني اكتشفتُ، أنّنا في علاقاتنا، لا نُعطي وزنًا كافيًا للصداقة الإنسانيّة، والتي يمكن أن تكون أيضًا صداقةً إلهيّة. أعتقد أنّنا في بعض الأحيان نتوقّف في علاقاتنا في الكنيسة عند المستوى الروحيّ، وننسى أنّ الصداقة الإنسانيّة يُمكن أن تساعِدَنا أيضًا. يسوع نفسُهُ كان يدعو تلاميذه ‘أصدقاء’. يبدو لي أنّه علينا اكتشاف هذا البُعد أيضًا في الكنيسة.
نستطيع أن ننظرَ إلى عظمة الله كما فعلتْ مريم
في مقدّمة صلوات التسبيح في صباح هذا اليوم الأخير للرياضة الروحيّة، قدّمت الأمّ إيجنازيا أنجيليني تأمُّلًا حول نشيد مريم “تعظّم نفسي الربّ”. “هذا التأمّل – علّقت كرّام – جعلني أدركُ أهميّةَ وجود مريم في حياتي وخصوصًا في هذا الطريق الذي نسلكُهُ معًا، لأنّ مريم تنظرُ إلى عظمة الله، وليس إلى ما تعرفُ القيامَ به، بل تلتزمُ مريم بإرادة الله وتقول “ها أنذا” ومن ثمّ تتصرّف. أعطاني ذلك الكثير من الأمل، لأنّني أعتقد أنّ كلَّ واحدٍ مِنّا سيكون قادرًا على تقديم مساهمته في المجمع السينودوسيّ وسيكون ما يقدّمُهُ شيئًا غنيًّا جدًّا، ولكن بذلك الإستعداد وتلك الروح التي أظهرتها مريم.
حضور يسوع مثلما كان في عمّاوس
الأمل، إذن! إنّها الكلمة التي تستعدُّ بها كرّام للبدء منذ الغد في الجمعيّة السينودسيّة، وهي تتأمّل في مقطع إنجيل الذي يخبرُ عن تلميذَيْ عمّاوس. “كما فعل معهما – تقول – أنا متأكّدة أنّ يسوع سيُرافِقُنا، وسيكون بيننا في هذا الطريق السينودسيّ، وسيوضح لنا الخطوات التي يجب علينا اتّخاذَها. أشعرُ أنْ لا مكان للقلق لأنّني واثقةٌ من أنّ الله سيُرشِدُنا وينيرُ لنا الطريق”.
أدريانا مازوتّي – أخبار الفاتيكان
المدينة الجديدة