في السوبرماركت
كنتُ أنتظر دوري في طابور الدفع في السوبرماركت وخلفي سيّدةٌ مُسِنّة، تتأفّفُ وتشكو من وجود صندوقٍ واحدٍ مفتوح، بينما كلّ الصناديق الأخرى مغلقة.
كانت ثيابُها غيرَ مرتّبة ونظّاراتُها مكسورةً ومُلصقةً بشريطٍ لاصقٍ أسود. سلّتُها تفيضُ بالمشتريات. ربّما لا تُعاني من العوز بل من الوحدة.
إبتسمْتُ لها بلطفٍ وقلت: “لا تقلقي فالمحاسِبة ليستْ فقط جميلة، لكنّها أيضًا سريعةٌ جدًّا. إبتسمَتْ المحاسِبة لنا بدورها، بينما السيّدة العجوز تنظر إليّ باهتمام. أضفت: “إنّ وقت الإنتظار يسمحُ بِأن تلتقيَ الناسُ بعضها ببعض وتتدردش وتتحادث. أليس كذلك؟”.
راحت عيناها تلمعان، واشتركَتْ بالحديث معنا سيّدةٌ كانت واقفةً أمامي، مؤكّدةً ما قلتُه، وبدأت هي أيضًا تتحدّث إلى السيّدة المُسِنّة!
عندما انتَهَيْتُ مِن الدفع وأوشكْتُ على المغادرة، أمسَكتْني العجوز من ذراعي لتَشكُرَني بنظرةٍ دافئة، وتقول لي كم هي سعيدة وممتنّة!
عُدْتُ إلى المنزل سيرًا على الأقدام، تحت المطر وفي البرد، حاملةً أكياس مشترياتي كلّها، لكنّي كنت سعيدةً جدًّا، ربّما أكثر من العجوز…
أدركْتُ أنّ الأمر لا يتطلّب َكثيرًا، فتكفي التفاتةٌ صغيرة، ويكفي القليل من الإهتمام، لإسعادِ شخصٍ بحاجةٍ لبسمةٍ دافئة!
عندما انتَهَيْتُ مِن الدفع وأوشكْتُ على المغادرة، أمسَكتْني العجوز من ذراعي لتَشكُرَني بنظرةٍ دافئة، وتقول لي كم هي سعيدة وممتنّة!
عُدْتُ إلى المنزل سيرًا على الأقدام، تحت المطر وفي البرد، حاملةً أكياس مشترياتي كلّها، لكنّي كنت سعيدةً جدًّا، ربّما أكثر من العجوز…
أدركْتُ أنّ الأمر لا يتطلّب َكثيرًا، فتكفي التفاتةٌ صغيرة، ويكفي القليل من الإهتمام، لإسعادِ شخصٍ بحاجةٍ لبسمةٍ دافئة!
هي خبْرةٌ صغيرة، متواضعة، أُضيفَتْ الى “سلّة” خطوات أشخاصٍ كثيرين يحاولون بناء الأخوّة في كلّ مكانٍ وزمان.
ماري كلير – لبنان