فضيلةٌ مسيحيّةٌ كبيرة
إنّ مريم، أمّ الله، هي في شركةٍ دائمةٍ مع كلّ البشر وتعيشُ الروحانيّة الجماعيّة من خلال محبّتها الشخصيّة لكلّ واحدٍ منّا. ولكنّها أيضًا، بصفةٍ شخصيّة، الأمّ العفيفة، البتول الحكيمة، العذراء القادرة، العذراء الأمينة، مرآةُ العدل، كأسٌ مقدّسة تحتوي كلّ الفضائل.
كم تأمّلناها وبخاصّةٍ وهي واقفةٌ عند أقدام الصليب حيث بَدَتْ لنا آيةً من الفضائل، وبما أنّنا نريد أن نتشبَّهَ بها، علينا أن نُنَمّيَ فينا هذه الفضائل. ولكن كيف؟
نحن نعلم أنّ دعوتنا قد دَفَعَتْنا دومًا أن نتحلّى بالفضائل، وإن كان ذلك بشكلٍ غير مباشر لأنّنا مدعوّون قبل كلّ شيءٍ إلى عَيْشِ المحبّة بِعَزم. والمحبّة هي بالتأكيد أمُّ الفضائل كلّها.
سنتعمّق بإحدى الفضائل الأساسيّة التي هيَ: “القناعة” ولذلك سوف أعود إلى بعض الشروحات التي أعطاها باباوات، لاهوتيّون، أو حكماء.
يقول قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني: “إنّ الإنسانَ القنوع هو سيّدُ نفسه، لا تنتصرُ فيه الأهواء لا على العقل ولا على الإرادة، ولا حتّى على القلب”.
ويقول الكاردينال مارتيني: “إنَّ القناعةَ تساعدُ في السيطرة على الحَنَق والغضب، والرغبة في الإنتقام الصغير أو الكبير التي قد تحصل حتّى في عائلاتنا أو مع أصدقائنا”.
كيف نعيشها إذاً ؟
لكي تنمُوَ هذه الفضيلةُ في حياتنا علينا أن نُثابرَ بحُبّنا ليسوع المصلوب والمتروك في الصعوبات والآلام التي نلتقي بها، وأيضاً تلك التي نَفْرِضُها على إنسانِنا العتيق عندما نتخلّى عمّا يوحي به إلينا وعن الأمور التي يَدْفَعُنا أن نتعلّقَ بها … وهكذا علينا إماتته لكي يكونَ يسوع وحدهُ من يحيا فينا.
إنَّ مريم ستساعدنا في كلّ ذلك وستجعل من كلّ واحدٍ منّا “مريم” على مثالها .
لِنَجْعَلَها نحن، جماعيًّا وفرديًّا، حاضرةً من خلالنا، أيضًا في عالم اليوم.

                                                                                                                                                               كيارا لوبيك

Spread the love