فرح الحياة

“ما معنى الحياة ما دُمْنا سنموت يومًا؟”، هو سؤالٌ بدأ يتردّد في داخلي، بعد أن تُوُفّيَتْ ابنةُ عمّي وهي في الثالثة من عمرها… كانت وفاتُها أوّلَ صدمةٍ أُواجِهُها، فهزَّتْني بقوّة. كنت أراقبُ المجتمع الإستهلاكيّ الذي أعيش فيه، فأرى أصدقائي يبحثون عن النجاح في المدرسة فقط، وعن وسائل التسلية بأيّ ثمن. أمّا البالغين فمُهْتمّون بالربح المادّي قبل كلّ شيء… لذلك إنْطَوَيْتُ على ذاتي وبدأتُ أنزوي كلّ يومٍ أكثر. لم يَنْتَبهْ أحدٌ لتصرُّفي هذا لأنّني لطالما كنت أحبُّ أن أبقى وحدي لساعاتٍ طويلة.

كانت أمّي تعودُ من العمل في وقتٍ متأخّرٍ جدًّا لذا كنّا أنا ووالدي نتعشّى معًا ونظرُنا مُعلّقٌ على شاشة التلفاز، لا نتكلّم معًا إلّا قليلاً جدًّا.
لم أكن أحبُّ حياتي هذه. وفي وقتٍ من الأوقات، بدا لي أنّ الحلَّ الوحيد هو التمرُّد على كلّ شيء. أهملتُ دروسي كلّيًّا، رسبت، وفي النهاية تخلّيتُ عن المدرسة.
في تلك الفترة بالذات تعرّفتُ على “شبيبةٍ من أجل الوحدة” في الفوكولاري. أثاروا فضولي وجَذَبَتْني طريقةُ عَيْشِهم. إكتشفتُ من خلالهم أنّ اللهَ الذي كنت أعرفُ أنّه بعيدٌ كلّ البعد عن حياتي، هو في الواقع أبٌ يُحبّنا محبّةً عظيمة، يحبُّ كلَّ إنسانٍ كما هو. فانْفَتَحَ أمامي أفقٌ واسعٌ جديد. تغيّرت نظرتي إلى الأمور كلّيًّا.

أردتُ أن أجيبَ على محبّة الله لي فبدأتُ أحبُّ الآخرين من حولي، بدأتُ أبني مع والدَيَّ العلاقة الحقيقيّة التي كانت تَنْقُصُني. صرتُ أسْتَغْنِمُ كلَّ فرصةٍ لأتكلَّمَ معهما وأستمعَ إلى نصائحهما وآرائهما. تعزَّزَتْ هكذا علاقتي معهما وبخاصّةٍ مع والدتي لدرجَةِ أنّها سألتني ما هو سرُّ تغيَّر تصرّفي؟ كلّمتُها عن يسوع الذي أصبحَ أعزَّ صديقٍ لي… والآن، هي تشاركُني نَمَطَ حياتي الجديد. وبالمحبّة، إنفتحتُ على الآخرين واكتشفتُ فرح الحياة الحقيقيّ الذي لم أَعْرِفْهُ من قبل”.

أولغا (هونغ كونغ)

Spread the love