السنوات الأولى لعائلة لوبيك: فتاة صغيرة ومميّزة والعلاقة مع شقيقها جينو
في عيد السنة الثمانين للفوكولاري ١٩٤٣ – ٢٠٢٣
كيارا لوبيك (١۹٢٠ – ٢٠٠٨) هي مؤسِّسة حركة الفوكولاري، وأوّل رئيسةٍ لها، وكاتبةٌ غزيرة الإنتاج. نتوقّف في هذا الجزء الأوّل مع بعض المحطّات المهمّة من حياتها للفترة الممتدّة ما بين سنة ١۹٢٠ حتّى سنة ١۹٣٧.عندما كانت كيارا هي سيلفيتّافي ۹ يونيو/حزيران ٢٠٠١، إمتلأت قاعة المجلس الإقليميّ في ترينتو للإستماع إلى كيارا لوبيك، التي جاءت لتتسلّم جائزة “ترينتو” في ذلك العام. خلال حديثها ذكرت مؤسِّسة حركة الفوكولاري أمورًا عديدة، من بينها:
“هذا هو المكان الذي تعلّمت فيه: في عائلتي، الغنيّة بالقيم الحقيقية والمتّحدة بشكلٍّ غير عاديّ؛ في المدارس الإبتدائيّة والثانويّة التي التحقت بها؛ في رسالتي في خدمة الشبيبة التي قمتُ بها هنا لسنواتٍ عدّة. هذا هو المكان الذي تعلّمت فيه، ومنذ سنٍّ مبكرة، كيف أكون مسيحيّةً حقيقية. هنا عشت نعمةً من الروح القدس الذي منحني موهبةَ البدء بحركةٍ عالميّة”.
وُلدت كيارا في ٢٢ يناير ١۹٢٠، من والِدَين إيطاليَّيْن، لويجي لوبيك ولويجيا ماريكونز، تابِعَين لرعايا الإمبراطوريّة النمساوية بالولادة. تزوّجا عام ١۹١٦ خلال الحرب العالميّة الأولى التي شارك فيها الوالد لويجي. وُلد جينو وسيلفيا (إسم كيارا بالمعموديّة) وليليانا وكارلا. عاشت عائلة لوبيك فى مبنى يقع مباشرةً أمام كنيسة سانتا ماريا ماجْيوري، وهي الكنيسة التي نالت فيها سيلفيا سرّ العماد.
وعلى الرغم من أزمة ما بعد الحرب، أمضت الفتاة الصغيرة سنواتها الأولى في هدوءٍ ورفاهيّةٍ نسبيّة. بعد أن أغلقت الصحيفة أبوابها، قام والدها بنشاطٍ تجاريٍّ واعد، فقام بتصدير النبيذ الإيطاليّ إلى ألمانيا. مع انهيار سوق الأوراق الماليّة إضطُرَّت الأسرة إلى إغلاق الشركة، والبحث عبثًا عن وظيفةٍ أخرى مناهضةٍ للفاشيّة، لأنّ والدها كان مقتنعًا بذلك. عرفت العائلة أوقات فقرٍ حقيقيٍّ وجوعٍ صعبةً جدًّا.
من وقتٍ لآخر، بخاصّةٍ في فصل الصيف، كانت عائلة لوبيك تكافئ نفسها برحلة إلى “الجبال الوسطى”، وتشير ذكريات سيلفيا الأولى إلى تلك العطلات، وبالتحديد إلى فترة التقارب بينها وبين جينو إذ تقول: “يُمسكان أيديهما إلى الأبد”؛ لم يكونا يتبادلان الكثير من الكلمات، بل كانا يلعبان ويمزحان كما يفعل الأطفال عادة. من هنا بدأت مرحلة التفاهم العميق بينهما.
تعلّمت سيلفيا من والدها، الإشتراكيّ والمثاليّ، رَجُل الصدق العميق، عيش القِيَم الحياتيّة. أمّا من والدتها المؤمنة، الممارِسَة للديانة الكاثوليكيّة، فقد تلقّت مبادىء الإيمان. كانت عائلة لوبيك تنتمي إلى رعيّةٍ حيّةٍ ونشيطة، حيث بدأت تتشكّل، بفضل العمل الكاثوليكيّ، مجموعةٌ من العلمانيّين الملتزمين، القادرين على مقاومة التعليم الفاشيّ، بخاصّةٍ بين النساء.
تابعت سيلفيا نشاطات الأحد مع راهبات “ماريا بامبينا” استعدادًا لمناولتها الأولى ونَيْلِ سرّ التثبيت (عيد العنصرة عام ١۹٢٧). وفقا لأخيها جينو، كانت ستصبح واحدةً من العديد من المسيحيّين في ترينتو لو لم يتدخّل ” أمرٌ آخر” .
وهنا تكمن الحلقة التي طالما أشارت إليها كيارا على أنّها “قيمةٌ رمزيّةٌ وبداية” لِما سيحدث معها. أُوكلت إليها الأخت كارولينا كابيلو، مع عددٍ من رفيقاتها، تأمين السجود الإفخارستيّ في كنيسة القربان المقدس كلّ يوم خميس. ذات مرّة، وهي تحدّق في يسوع القربان المقدّس، وتكرّر: «يا من خلقتَ الشمس التي تعطي نورًا وحرارة، دَعْ نورَكَ وحرارتَكَ يتغلغلان في نفسي من خلال عينيّ»، شعرت بحرارة محبّة الله، وكان هذا نور الكلمة التي يلّخص روحانيّة الفوكولاري.
لاحقًا، خلال السنة الرابعة من المدرسة الإبتدائيّة، تعرَّضت سيلفيا لخطر الموت بسبب التهاب الزائدة الدوديّة الذي تطوّر إلى التهاب الصفاق. فلجأت أمُّها لويجيا وهي في حالةٍ من اليأس إلى الأخت كارولينا، وطلبت منها أن تصلّي مع جماعتها من أجل شفاء ابنتها. منذ ذلك الحين بدأت سيلفيا “تتعرّف على وجود الألم في الحياة وإمكانيّة تَحمُّلِه من أجل الحُبّ”.
كيف كانت سيلفيا عندما كانت طفلة؟
لم تكن كيارا تحبُّ التحدُّثَ عن نفسِها. ومع ذلك، ذكرت مرّةً أنّها كانت، برأي عائلتها، “شخصيّةً هادئةً وجذّابة”،” مُنجذبة إلى أمور الله”، “مُحبّةً للدراسة وصاحبةَ ضميرٍ حيّ، كانت شخصًا لا يحبُّ الدمى ربّما لأنّها مزيّفة، ولا حتّى الحكايات الخرافيّة لأنّها أرادت “الحقيقة”، وعلى أيّة حال لم تكن خاليةً من “العيوب” المعتادة لدى الأطفال”.
فتاةٌ صغيرة، في نهاية المطاف، مثل كثيرين آخرين، مجتهدةٌ ومطيعة، ومستعدّةٌ لِبَذلِ قصارى جهدها من أجل شعبها، نعم! يقول جينو: “أخبرنا الآخرون لاحقًا أنّ كيارا كانت مميّزة، تتحلّى بصفاتٍ فكريّة، ناهيك عن صفاتها الروحيّة”.
لقد ذكرت عائلة لوبيك لحظاتٍ قويّةٍ أخرى من روحانيّتها المراهقة: نعم لـ”الدعوة إلى الإستشهاد”، ورغبتها يوم عيد القدّيس توما الأكويني، وهي في الخامسة عشر من عمرها، في أن تكون قدّيسة؛ شجاعتها في مواجهة تصريحات أستاذ الفلسفة المُعادِيَة للكنيسة، والشهادة مرّاتٍ عدّةٍ لإيمانها المسيحيّ. في ذلك الوقت كانت كيارا لا تزال سيلفيا.
——–
أخ و أخت
روما، ٢١ يناير ١۹٥٥
عزيزي جينو ،
عيد ميلاد سعيد ! أنا الآن ذاهبةٌ إلى القدّاس الإلهيّ والتناول المقدّس. سأفعل ذلك من أجلك: أعتقد أنّها أفضلُ هديّةٍ يمكنني تقديمَها لك. سوف أسأل ربّي الأفضل بالنسبة إليك: أتمنّى أن ينموَ سيرجيتو (إبن جينو) بنعمةِ شفيعه وبركته، وأن يسيرَ كلُّ شيءٍ على ما يرام بالنسبة إلى برونيتا ( زوجة جينو)، وأن تمنحُكَ دراستُكَ الرضا؛ أتمنّى أن ينال أبي وأمي وأيَّ شخصٍ آخر تحبُّه ما تريده لهم؛ ليعطيكَ الإيمان، فيكون إيمانًا راسخًا وأكيدًا ومشتعلاً، تختبره بالألم والأفراح… الإيمان الذي يتوّج حياتك ويعطيها قيمة، بدونه لن يكون لحياتِكَ معنًى. لديك قلبٌ من ذهب، وروحٌ عظيمة… الله لا يتخلّى عنك! لكن حَوّلْ نفسَكَ صوبَه.
إنّ العظماء، أولئك الذين يتركون علامةً في العالم، يَعْبُرون عمومًا من خلال المسيح. هذه هي أمنيتي، لا يمكن أن تكون غير ذلك، أليس كذلك جينو؟[…]
تحيّاتي لك جينِيتّو.
كيارا لوبيك (١۹٢٠ – ٢٠٠٨) هي مؤسِّسة حركة الفوكولاري، وأوّل رئيسةٍ لها، وكاتبةٌ غزيرة الإنتاج. نتوقّف في هذا الجزء الأوّل مع بعض المحطّات المهمّة من حياتها للفترة الممتدّة ما بين سنة ١۹٢٠ حتّى سنة ١۹٣٧.عندما كانت كيارا هي سيلفيتّافي ۹ يونيو/حزيران ٢٠٠١، إمتلأت قاعة المجلس الإقليميّ في ترينتو للإستماع إلى كيارا لوبيك، التي جاءت لتتسلّم جائزة “ترينتو” في ذلك العام. خلال حديثها ذكرت مؤسِّسة حركة الفوكولاري أمورًا عديدة، من بينها:
“هذا هو المكان الذي تعلّمت فيه: في عائلتي، الغنيّة بالقيم الحقيقية والمتّحدة بشكلٍّ غير عاديّ؛ في المدارس الإبتدائيّة والثانويّة التي التحقت بها؛ في رسالتي في خدمة الشبيبة التي قمتُ بها هنا لسنواتٍ عدّة. هذا هو المكان الذي تعلّمت فيه، ومنذ سنٍّ مبكرة، كيف أكون مسيحيّةً حقيقية. هنا عشت نعمةً من الروح القدس الذي منحني موهبةَ البدء بحركةٍ عالميّة”.
وُلدت كيارا في ٢٢ يناير ١۹٢٠، من والِدَين إيطاليَّيْن، لويجي لوبيك ولويجيا ماريكونز، تابِعَين لرعايا الإمبراطوريّة النمساوية بالولادة. تزوّجا عام ١۹١٦ خلال الحرب العالميّة الأولى التي شارك فيها الوالد لويجي. وُلد جينو وسيلفيا (إسم كيارا بالمعموديّة) وليليانا وكارلا. عاشت عائلة لوبيك فى مبنى يقع مباشرةً أمام كنيسة سانتا ماريا ماجْيوري، وهي الكنيسة التي نالت فيها سيلفيا سرّ العماد.
وعلى الرغم من أزمة ما بعد الحرب، أمضت الفتاة الصغيرة سنواتها الأولى في هدوءٍ ورفاهيّةٍ نسبيّة. بعد أن أغلقت الصحيفة أبوابها، قام والدها بنشاطٍ تجاريٍّ واعد، فقام بتصدير النبيذ الإيطاليّ إلى ألمانيا. مع انهيار سوق الأوراق الماليّة إضطُرَّت الأسرة إلى إغلاق الشركة، والبحث عبثًا عن وظيفةٍ أخرى مناهضةٍ للفاشيّة، لأنّ والدها كان مقتنعًا بذلك. عرفت العائلة أوقات فقرٍ حقيقيٍّ وجوعٍ صعبةً جدًّا.
من وقتٍ لآخر، بخاصّةٍ في فصل الصيف، كانت عائلة لوبيك تكافئ نفسها برحلة إلى “الجبال الوسطى”، وتشير ذكريات سيلفيا الأولى إلى تلك العطلات، وبالتحديد إلى فترة التقارب بينها وبين جينو إذ تقول: “يُمسكان أيديهما إلى الأبد”؛ لم يكونا يتبادلان الكثير من الكلمات، بل كانا يلعبان ويمزحان كما يفعل الأطفال عادة. من هنا بدأت مرحلة التفاهم العميق بينهما.
تعلّمت سيلفيا من والدها، الإشتراكيّ والمثاليّ، رَجُل الصدق العميق، عيش القِيَم الحياتيّة. أمّا من والدتها المؤمنة، الممارِسَة للديانة الكاثوليكيّة، فقد تلقّت مبادىء الإيمان. كانت عائلة لوبيك تنتمي إلى رعيّةٍ حيّةٍ ونشيطة، حيث بدأت تتشكّل، بفضل العمل الكاثوليكيّ، مجموعةٌ من العلمانيّين الملتزمين، القادرين على مقاومة التعليم الفاشيّ، بخاصّةٍ بين النساء.
تابعت سيلفيا نشاطات الأحد مع راهبات “ماريا بامبينا” استعدادًا لمناولتها الأولى ونَيْلِ سرّ التثبيت (عيد العنصرة عام ١۹٢٧). وفقا لأخيها جينو، كانت ستصبح واحدةً من العديد من المسيحيّين في ترينتو لو لم يتدخّل ” أمرٌ آخر” .
وهنا تكمن الحلقة التي طالما أشارت إليها كيارا على أنّها “قيمةٌ رمزيّةٌ وبداية” لِما سيحدث معها. أُوكلت إليها الأخت كارولينا كابيلو، مع عددٍ من رفيقاتها، تأمين السجود الإفخارستيّ في كنيسة القربان المقدس كلّ يوم خميس. ذات مرّة، وهي تحدّق في يسوع القربان المقدّس، وتكرّر: «يا من خلقتَ الشمس التي تعطي نورًا وحرارة، دَعْ نورَكَ وحرارتَكَ يتغلغلان في نفسي من خلال عينيّ»، شعرت بحرارة محبّة الله، وكان هذا نور الكلمة التي يلّخص روحانيّة الفوكولاري.
لاحقًا، خلال السنة الرابعة من المدرسة الإبتدائيّة، تعرَّضت سيلفيا لخطر الموت بسبب التهاب الزائدة الدوديّة الذي تطوّر إلى التهاب الصفاق. فلجأت أمُّها لويجيا وهي في حالةٍ من اليأس إلى الأخت كارولينا، وطلبت منها أن تصلّي مع جماعتها من أجل شفاء ابنتها. منذ ذلك الحين بدأت سيلفيا “تتعرّف على وجود الألم في الحياة وإمكانيّة تَحمُّلِه من أجل الحُبّ”.
كيف كانت سيلفيا عندما كانت طفلة؟
لم تكن كيارا تحبُّ التحدُّثَ عن نفسِها. ومع ذلك، ذكرت مرّةً أنّها كانت، برأي عائلتها، “شخصيّةً هادئةً وجذّابة”،” مُنجذبة إلى أمور الله”، “مُحبّةً للدراسة وصاحبةَ ضميرٍ حيّ، كانت شخصًا لا يحبُّ الدمى ربّما لأنّها مزيّفة، ولا حتّى الحكايات الخرافيّة لأنّها أرادت “الحقيقة”، وعلى أيّة حال لم تكن خاليةً من “العيوب” المعتادة لدى الأطفال”.
فتاةٌ صغيرة، في نهاية المطاف، مثل كثيرين آخرين، مجتهدةٌ ومطيعة، ومستعدّةٌ لِبَذلِ قصارى جهدها من أجل شعبها، نعم! يقول جينو: “أخبرنا الآخرون لاحقًا أنّ كيارا كانت مميّزة، تتحلّى بصفاتٍ فكريّة، ناهيك عن صفاتها الروحيّة”.
لقد ذكرت عائلة لوبيك لحظاتٍ قويّةٍ أخرى من روحانيّتها المراهقة: نعم لـ”الدعوة إلى الإستشهاد”، ورغبتها يوم عيد القدّيس توما الأكويني، وهي في الخامسة عشر من عمرها، في أن تكون قدّيسة؛ شجاعتها في مواجهة تصريحات أستاذ الفلسفة المُعادِيَة للكنيسة، والشهادة مرّاتٍ عدّةٍ لإيمانها المسيحيّ. في ذلك الوقت كانت كيارا لا تزال سيلفيا.
——–
أخ و أخت
روما، ٢١ يناير ١۹٥٥
عزيزي جينو ،
عيد ميلاد سعيد ! أنا الآن ذاهبةٌ إلى القدّاس الإلهيّ والتناول المقدّس. سأفعل ذلك من أجلك: أعتقد أنّها أفضلُ هديّةٍ يمكنني تقديمَها لك. سوف أسأل ربّي الأفضل بالنسبة إليك: أتمنّى أن ينموَ سيرجيتو (إبن جينو) بنعمةِ شفيعه وبركته، وأن يسيرَ كلُّ شيءٍ على ما يرام بالنسبة إلى برونيتا ( زوجة جينو)، وأن تمنحُكَ دراستُكَ الرضا؛ أتمنّى أن ينال أبي وأمي وأيَّ شخصٍ آخر تحبُّه ما تريده لهم؛ ليعطيكَ الإيمان، فيكون إيمانًا راسخًا وأكيدًا ومشتعلاً، تختبره بالألم والأفراح… الإيمان الذي يتوّج حياتك ويعطيها قيمة، بدونه لن يكون لحياتِكَ معنًى. لديك قلبٌ من ذهب، وروحٌ عظيمة… الله لا يتخلّى عنك! لكن حَوّلْ نفسَكَ صوبَه.
إنّ العظماء، أولئك الذين يتركون علامةً في العالم، يَعْبُرون عمومًا من خلال المسيح. هذه هي أمنيتي، لا يمكن أن تكون غير ذلك، أليس كذلك جينو؟[…]
تحيّاتي لك جينِيتّو.
٢٢ يناير ١۹٢٠ – ٢٢ يناير ١۹٥٥
أختي الصغيرة العزيزة،
ماذا يجب أن أتمنّى لكِ بعد كلّ الأمنيات الجميلة التي قدّمتِها لي بالأمس؟ أتمنّى أن تتحقَّق كلَّ أمنياتِكِ قريباً. نعم، أعتقد أنّ هذه هي بالضبط أفضلُ أمنيةٍ أستطيع أن أقدّمَها لك.
تحيّاتي أختي الصغيرة. جينو
المدينة الجديدة