فتاةُ الجزيرة
آشا فتاةٌ مفعمةٌ بالأملِ، تقضي معظمَ أوقاتِها في عالمِها الخاصّ الذي بنَتهُ منذُ طفولتِها. عالمٌ سحريٌّ من الخيالِ يأخذُها إلى جزيرتِها النائية، حيثُ هدوءُ الطبيعة وتناغمُ الألوان. هناكَ كانت تطيرُ معَ طيورِ الجزيرة وتلعبُ معَ أمواجِها المتلاطمةِ عندَ أقدامِها. تُلامِسُ الرمالَ فتنسابُ حُبَيْباتُهُ ذهبًا من بينِ أصابعِها البيضاء. كانت تُسابقُ النسائمَ وتسكنُ في قلبِ القمر، تحتمي بأوراقِ الأشجارِ وتتنعّمُ في ظلِّها، تُرافقُ انسيابَ النهرِ بهدوءٍ فتُنصتَ إلى معزوفةِ الطبيعةِ التي تعزفُ سمفونيّةَ الفرحِ والسلام.
في إحدى الليالي الهادئة تراءى لها طيفٌ من بعيد، زورَقٌ خشبيٌّ يتمايلُ معَ أمواجِ البحر. تفاجأت آشا بذلكَ الزائِر الغريب، وشعرَت عندَما رأتهُ وكأنّها تعرفه منذُ زمنٍ بعيد. أُعجِبَ زائرُ الجزيرةِ بالمكان، وبدأت آشا تعتادُ على وجودِه، لكنّ الخوف بدأ يكبرُ في قلبِها لأنّها أدركَت أنّهُ سيرحلُ يومًا ما إلى وطنِه، تاركًا وراءَهُ شاطئًا مُمزّقًا بألمِ الفُراقِ. وبالفعل دقّت ساعةُ الفراق، ودّعَها الزورق وانطلقَ إلى المجهول. جلست آشا عند الشاطىءِ وحيدةً حزينةً وكأنَّها غريبةٌ عن ذلك المكان، راحت تبحثُ عنهُ بينَ الصخورِ، وتنصتُ إلى الرياحِ علَّها تحملُ صدى صوتِهِ لكنْ عبثًا. أدركَتْ حينَها أنَّ ذلكَ المكان الذي منحها السلامَ لسنواتٍ عديدة، باتَ اليوم كابوسًا يصعبُ احتماله، ولا بدَّ لذلكَ العالَم أن ينهار، فقرّرَت أن تهدمَ جزيرةَ الأحلامِ وتهربَ من داخلِها إلى الواقع، إلى العالمِ الحقيقيّ.
كانَ لا بُدَّ لها بأن تمرَّ بالألمِ لتكبرَ وتنضُجَ وتفهمَ بأنَّ الحياةَ هيَ الواقع وليسَ الخيالَ الكاذب والصورَ الضّبابيّة الكاذبة، أدركت أنَّ انهيارَ عالمٍ لا يعني انهيارَ العالم.
في إحدى الليالي الهادئة تراءى لها طيفٌ من بعيد، زورَقٌ خشبيٌّ يتمايلُ معَ أمواجِ البحر. تفاجأت آشا بذلكَ الزائِر الغريب، وشعرَت عندَما رأتهُ وكأنّها تعرفه منذُ زمنٍ بعيد. أُعجِبَ زائرُ الجزيرةِ بالمكان، وبدأت آشا تعتادُ على وجودِه، لكنّ الخوف بدأ يكبرُ في قلبِها لأنّها أدركَت أنّهُ سيرحلُ يومًا ما إلى وطنِه، تاركًا وراءَهُ شاطئًا مُمزّقًا بألمِ الفُراقِ. وبالفعل دقّت ساعةُ الفراق، ودّعَها الزورق وانطلقَ إلى المجهول. جلست آشا عند الشاطىءِ وحيدةً حزينةً وكأنَّها غريبةٌ عن ذلك المكان، راحت تبحثُ عنهُ بينَ الصخورِ، وتنصتُ إلى الرياحِ علَّها تحملُ صدى صوتِهِ لكنْ عبثًا. أدركَتْ حينَها أنَّ ذلكَ المكان الذي منحها السلامَ لسنواتٍ عديدة، باتَ اليوم كابوسًا يصعبُ احتماله، ولا بدَّ لذلكَ العالَم أن ينهار، فقرّرَت أن تهدمَ جزيرةَ الأحلامِ وتهربَ من داخلِها إلى الواقع، إلى العالمِ الحقيقيّ.
كانَ لا بُدَّ لها بأن تمرَّ بالألمِ لتكبرَ وتنضُجَ وتفهمَ بأنَّ الحياةَ هيَ الواقع وليسَ الخيالَ الكاذب والصورَ الضّبابيّة الكاذبة، أدركت أنَّ انهيارَ عالمٍ لا يعني انهيارَ العالم.
هلا قسطنطين