علاقتي به
لطالما ظننتُ أنّ إيماني متعلّقٌ بالصلاة والصوم والعبادة، وأنّ حجابي كفيلٌ بالتعبير عن إيماني وقُربي من الله. لطالما انشغَلتُ بالسعي وراء الفرائض الدينيّة ونسيتُ حقًّا جوهرَ الإيمان. لا تُسىءْ فهمي، أنا لا أحاول التقليل من أهميّة العبادة، ولكنّ علاقتي بالله لا تقتصر عليها فقط، فالعبادة أساسيّة، ولكن الإيمان أوّلاً.
ماذا أعني بالإيمان؟
الإيمانُ يعني أن تثقَ بالله، أن تُحبَّ الباري. أن تعلم أنّ الظروف وإن اشتدَّت، فأنت لست وحدك، لم تكن يومًا كذلك، ولن تكون. الإيمانُ هو ذاك الشعور الذي يختلج في فؤادك حين تصلّي وليس الصلاة. هو معرفتُكَ أنّ الله يسمع حتّى وإن لم تتكلَّم. هو معرفتُكَ أنّ قولَكَ “يا ألله، أنت تعلم” هو كفيلٌ لإيصال دُعاءَك ورجاك. هو إيقانك أنّ الله أقرب إليكَ من حَبْلِ الوريد، أينما كنت، وليس فقط في الكنيسة أو الجامع أو عموم دور العبادة.
الإيمان هو أن تُحبَّ الناس لأنّ اللهَ يُحبُّهم. هو أن تفكّرَ بسبب وجودك في حياة كلّ شخص، ما هي الرسالة أو الغاية التي وضعني اللهُ في درب هذا الإنسان لإيصالِها؟ لعلّها ابتسامةٌ تُسعدُ يومه في لحظة إحباط، أو نصيحةٌ تساعدُهُ في ضيق، أو مساعدةٌ تفرجُ عنه في شدّة، أو لعلّها رسالةٌ تزيد إيماني. ولعلَّ أكثر ما عزَّزَ عندي فكرة الايمان هي نعمةُ الطوائف. نعم، فالطوائفُ نعمة، من خلالها تعرَّفتُ على أوجهٍ عِدّةٍ لحُبّ الله. رأيتُ في إيمان غيري طرقاتٍ جديدةٍ توصلُني إلى الله. وهنا اكتملَتْ في نظري أهميّةُ وجود الآخر في حياتي، لأنّ ما يختلجُ في أنفسنا وما يحتوينا واحد، وغايتنا واحدة، وإن اختلفت الوسائل. بطريقةٍ أو باخرى اكتملَتْ لديَّ حلقة الحُبّ والايمان، فحُبّي للناس من حُبّي للخالق، وحُبّي للناس يزيدُني حبًّا بالخالق، ولعلَّ في ذلك إيمانًا أو عبادة.
فاطمة مكّه
Spread the love