عبور الصحراء
لَفَتَتْني كلماتٌ وردت في إحدى خُطُبِ البابا فرنسيس تقول: «هناك صحاري عديدةٌ في المدن، وفي حياة الأفراد الذين لا مُستقبَلَ لديهم، لأنّهم ضحيّةُ المخاوف والأحكام المسبقة، فيعيشون ويموتون في الصحراء، في المدينة».
أرضُنا هذه نجعلُها قاحلة، صحراءَ يابسة، لماذا؟
أَوَ لَيْسَ لأنّنا نَنْصُبُ حواجزَ كي نحميَ ذواتنا من مجتمعٍ يزرعُ المخاوفَ والقلقَ في نفوسنا، فَنَكْبُرُ بين جدران اللامبالاة ونبقى هناك؟
أَوَ لَيْسَ لأنّنا نريدُ أن نُحيدَ نظرَنا عن النزاعات والخلافات ظنًّا مِنّا أنّها
لن تطالَنا، محاولين أن نعيشَ حياةً نُقنِعُ فيها أنفسنا بأنّها هنيئة، لكنّ سلامَها وهميّ؟ سوف تلحقُ النزاعاتُ بنا وتصلُ إلينا…
علينا أن نخرجَ من لامُبالاتِنا، وفتورِنا ورتابةِ العيش وعدم الإلتزام، ونعرفَ كيف نخاطرُ ونتجرّأ ونجازف، علينا أن نَقْطَعَ إلى الضفّة المقابلة ونساهِمَ ونعملَ من أجل الخير العام. هي ضفّةُ اللقاء والعمل جنبًا إلى جنب مع من يقفُ في تلك الجهة، وإن اختلف عنّي بأفكاره وتوجُّهاتِه الخ…، هي ضفّةُ اللقاء والعمل مع مواطنينَ لا زالوا يعرفونَ كيف تتشابَكُ الأيدي، ومعًا يقولون لا للمخالفات والفساد! يعرفونَ كيف يُرَبّونَ أجيالاً على مبادىء الأمانة واحترام القوانين، مُدْرِكينَ أنّها قاعدةٌ أساسيّةٌ لا غنى عنها للعَيْشِ الطَيّب.
نعم، ما زال هناك من يتألّم حين يرى حياةً تُدمَّر وعلاقاتٍ تتدهور، ويرى وصولَ أناسٍ إلى السلطة قد يكونون من أصحاب المصالح الشخصيّة.إنّ الوعي تجاه الأزمات كما الإلتزام المدنيّ يعرفان كيف يَقْلُبان رأسًا على عَقِب، موازينَ القوى التي قد يبدو من المستحيل تغييرها.
من الأسهل طبعًا أن نحفُرَ خنادِقَ نأوي إليها، على أن نُعيدَ بناء الوحدة في العلاقات المُتَفَكّكَة، وفي المواقف السياسيّة والاقتصاديّة المتضاربة، فيهرب السلامُ منّا. أن نعملَ مع الآخَر ومن أجله، يتطلّبُ مِنّا أن نتخطّى حواجزَ أُقيمَتْ بسبب مصالحنا الشخصيّة ورغْبَتِنا في تصدُّر المكان الأوّل، والتباهي بعظمةٍ مُزَيّفة، والغرق بمجدٍ باطل…
فَلنَلْتَزِم معًا بحوارٍ منفتحٍ وعملٍ دؤوب، يُعزّزان تعايُشًا أمينًا، سليمًا وشاملا، حتّى تنفتِحَ أمامنا سُبُلٌ قويمةٌ للتنمية الحياتيّة والبيئيّة والاقتصاديّة، فنقوم كما قال البابا، بعملٍ جميلٍ للعبور من صحراء المدينة الخالية من الحياة، وصحراء القلوب، إلى غابةٍ تحملُ البسمة والإلتزام.
أرضُنا هذه نجعلُها قاحلة، صحراءَ يابسة، لماذا؟
أَوَ لَيْسَ لأنّنا نَنْصُبُ حواجزَ كي نحميَ ذواتنا من مجتمعٍ يزرعُ المخاوفَ والقلقَ في نفوسنا، فَنَكْبُرُ بين جدران اللامبالاة ونبقى هناك؟
أَوَ لَيْسَ لأنّنا نريدُ أن نُحيدَ نظرَنا عن النزاعات والخلافات ظنًّا مِنّا أنّها
لن تطالَنا، محاولين أن نعيشَ حياةً نُقنِعُ فيها أنفسنا بأنّها هنيئة، لكنّ سلامَها وهميّ؟ سوف تلحقُ النزاعاتُ بنا وتصلُ إلينا…
علينا أن نخرجَ من لامُبالاتِنا، وفتورِنا ورتابةِ العيش وعدم الإلتزام، ونعرفَ كيف نخاطرُ ونتجرّأ ونجازف، علينا أن نَقْطَعَ إلى الضفّة المقابلة ونساهِمَ ونعملَ من أجل الخير العام. هي ضفّةُ اللقاء والعمل جنبًا إلى جنب مع من يقفُ في تلك الجهة، وإن اختلف عنّي بأفكاره وتوجُّهاتِه الخ…، هي ضفّةُ اللقاء والعمل مع مواطنينَ لا زالوا يعرفونَ كيف تتشابَكُ الأيدي، ومعًا يقولون لا للمخالفات والفساد! يعرفونَ كيف يُرَبّونَ أجيالاً على مبادىء الأمانة واحترام القوانين، مُدْرِكينَ أنّها قاعدةٌ أساسيّةٌ لا غنى عنها للعَيْشِ الطَيّب.
نعم، ما زال هناك من يتألّم حين يرى حياةً تُدمَّر وعلاقاتٍ تتدهور، ويرى وصولَ أناسٍ إلى السلطة قد يكونون من أصحاب المصالح الشخصيّة.إنّ الوعي تجاه الأزمات كما الإلتزام المدنيّ يعرفان كيف يَقْلُبان رأسًا على عَقِب، موازينَ القوى التي قد يبدو من المستحيل تغييرها.
من الأسهل طبعًا أن نحفُرَ خنادِقَ نأوي إليها، على أن نُعيدَ بناء الوحدة في العلاقات المُتَفَكّكَة، وفي المواقف السياسيّة والاقتصاديّة المتضاربة، فيهرب السلامُ منّا. أن نعملَ مع الآخَر ومن أجله، يتطلّبُ مِنّا أن نتخطّى حواجزَ أُقيمَتْ بسبب مصالحنا الشخصيّة ورغْبَتِنا في تصدُّر المكان الأوّل، والتباهي بعظمةٍ مُزَيّفة، والغرق بمجدٍ باطل…
فَلنَلْتَزِم معًا بحوارٍ منفتحٍ وعملٍ دؤوب، يُعزّزان تعايُشًا أمينًا، سليمًا وشاملا، حتّى تنفتِحَ أمامنا سُبُلٌ قويمةٌ للتنمية الحياتيّة والبيئيّة والاقتصاديّة، فنقوم كما قال البابا، بعملٍ جميلٍ للعبور من صحراء المدينة الخالية من الحياة، وصحراء القلوب، إلى غابةٍ تحملُ البسمة والإلتزام.
بقلم ريما السيقلي