تغيّرت حياتي كثيرًا بعدما التزمت مع شباب وصبايا الفوكولاري، وذلك بفضل اكتشافي لمحبّة الله من خلال الجماعة التي أنتمي إليها.
أنا أعمل منذ أربع سنوات في شركةٍ أُثبتُ من خلالها جدارتي في العمل. ولكنّي فوجئتُ مؤخّرًا بترقية اثنين من زملائي أقلّ كفاءةً مني. لم أستوعب ما حدث، ولم أفهم كيف يسمح الله بهذا الظلم؟!
شاركت هذا الخبر مع الجماعة وطلبتُ من الجميع الصلاة لأجلي.
قرّرتُ التحدّثَ إلى مديري، وحين واجهته وسألته توضيحَ وتبريرَ ما حدث، أنكر تفوُّقي في العمل ونَسَبَهُ لآخرين، ممّا جعلني أغضب أكثر فأكثر، لكنّ ردّة فعلي الأقوى كانت أن توجّهتُ إلى الله وسألته: ماذا تريدُني أن أفعل في هذا الحين وفي هذه اللحظة الحاضرة؟
وجدتُهُ يُجيبني في المزمور٢٥: “كلُّ طرق الربّ رحمةٌ وعدلٌ”. هذا يعني أنّ المدير قد يختار الظلم ولكنّ اللهَ يحقّقُ العدلَ دومًا.
حثّني الله لأتحدّث إلى زملائي اللذَيْن حصلا على الترقية مقدّمةً لهما التهنئة القلبيّة. أكادُ أجزم أنّني في ساعتها تحرّرتُ من الغضب الذي كان قد امتلكني. أنا لا أعلم ما الذي جال في خاطرِهما أو كيف فَهِما ما قمتُ به، لكنّهما اعتذرا لي، وتأسّفا لعدم حصولي على الترقية. أعلم يقينًا أنّ الأهمَّ في كلّ ذلك هو وصول “محبّة يسوع لهما” عبر الأعمال الملموسة، فهذه هي دعوتنا في الجماعة.
لا أدري ما الذي سيفعله الله أيضًا ليُعوّضَني هذا الظلم، لكنّي أثق به ويكفيني أنّه إلى جانبي ويحبّني، وأنّه قد حقّق عَدلَهُ بالنسبة لي، إذ جعلني أحصلُ على ما هو أهمّ من الترقية، أي عيش اختبار الغفران وعيش الحبّ الذي ينتصر على كلّ شيء، وهما الأمران اللذان كنت أحتاجُهما لنموّي الشخصيّ.
ميريام – مصر