توجدُ نظريّاتٌ كثيرةٌ حول ماهيّة القداسة، لقد شرح يسوع ببساطةٍ تامّةٍ معنى أن نكونَ قدّيسين وذلك عندما ترك لنا التطويبات. إنّها كبطاقةِ الهويّةِ الشخصيّة بالنسبة للمسيحيّ.
وإنْ بَدَتْ لنا كلماتُ يسوع شاعريّة، لكنّها تذهبُ عكس التيّار مقارنةً بالمُعتاد، في المجتمع: إنّ التطويبات ليست أبدًا أمرًا سهلاً أو سطحيًّا؛ بل على العكس يمكننا أن نعيشَها فقط إن حلَّ علينا الروح القدس بقوّته وحرّرنا من ضعف الأنانيّة والرفاهيّة والكبرياء.
لنتذكّر الآن التطويبات الواردة في إنجيل متّى.
يدعونا الإنجيل للإعتراف بالحقيقة في قلبنا لكي نرى أين نضع ضمانة حياتنا. عادةً يشعر الغنيّ بضمانته في غناه، ويعتقد أنّه عندما يكون غناه في خطر ينهار معنى حياته الأرضيّة كلّه. عندما يشعر القلب أنّه غنيّ، يشعر بالإكتفاء بذاته لدرجة أنّه لا يملكُ فسحةً لكلمة الله ومحبّة الإخوة. الطوبى لفقراء الروح، الذين يملكون قلبًا فقيرًا حيث يُمكنُ للربّ أن يدخلَ إليه بحداثته المستمرّة.
إنّ القدّيس لوقا لا يتحدّث عن فقر “الروح” وإنّما عن أن نكون “فقراء” وحسب. ويدعونا بهذا الشكل لنقاسم حياتنا مع الأشدّ حاجة. أن نكون فقراء القلوب، هذه هي القداسة.
قداسة البابا فرنسيس
في الإرشاد الرسولي “إفرحوا وابتهجوا”