طابعٌ إحتفاليّ
إذا ما قام أحدُهم بعملٍ ما وعاودَ البدء من جديد، وهو يعيش بشكلٍ جيّدٍ اللحظة الحاضرة في حياته، فسوف ستكتسب أعمالُهُ مع الوقت طابعًا إحتفاليًّا.
فتُلاحظ أنَّ حياة هذا الإنسان تستند على سندٍ واحدٍ فائقِ الطبيعة ألا وهو محبّة الله، وسيُمَيّز هذا الطابع الإحتفالي كلّ نشاطٍ من نشاطاته لدرجة أنَّ حياته الروحيّة تُصبح غنيّةً بالألوان، وبالتالي، تتجلّى سماته الروحيّة بدقّةٍ مُتناهية.
تستطيع مثلاً أن تقول عنه أنّهُ “غارقٌ” في الله أثناء الصلاة، و”حرٌّ” و”فرِحٌ” برفقة الآخرين، و”دقيقٌ في واجباته، و”مُتَطلّبٌ” مع ذاته، و”أخَويٌّ” مع الجميع، وأنّه “صارمٌ” في ما يَخُصّ سُلوك مَن هُم تَحت إمرَته، و”رحيمٌ” مَع مَن يَقَعُ في الخطأ، و”صلبٌ” صلابة الصَخر باقتناعه أنّه “لا شيء”، وبأنَّ الله قادرٌ على كلّ شيء. وغالبًا ما تجدهُ غيرَ راضٍ عمّا فعله ومستعدٌّ دائمًا للعيش برجاء وللبدء من جديد.
وهذا البَدء الأبديّ من جديد، المطلوب من الحياة البشريّة هو الذي يُساعد النفس على الإتّشاح بهذا الوشاح المستمرّ رغم تنوّع أعمالها، وهذا ما يُعَطّرُها بالقداسة. فالقدّيس، هو ذاك الذي لا يعيش لذاته ولا بحسب إرادته، وإنّما ذاك الذي يعيش حسب إرادة الله.
كيارا لوبيك
Spread the love