شيءٌ ما يُلْهِمُكَ… شيءٌ ما يَسْتَحوذُ على اهتمامك، فتضغط على زرّ التصوير، وهمُّكَ أن تأتي صورتُكَ جذّابةً، تلفتُ نظر من تقعُ نظرتُهُ عليها.
حين تضبطُ عَدَسَتكَ، تخرجُ من ذاتِكَ لتَلْتَقيَ مُبْتَغاك، أي ما تريدُ أن تُصوّرَه، أكانَ شخصًا أم شيئًا أم وضعًا… هل هو صورةٌ لشعاع مغيب الشمس بين خيوط الماء؟ أم باقةُ زهرٍ على حافّة شبّاكٍ عتيق؟ أو…. ؟ حتّى التقاطُ الـ”سيلفي” ما هو إلّا طريقةٌ مَرِحَةٌ لإظهار شخصيّتِكَ وحِسّكَ. ففي جميع الأحوال، جمالُ الصورة مرتبطٌ بشعورِكَ وبِلَمْعَةِ فكرةٍ معيّنةٍ تودُّ أن تُظهِرَها.
ولكن، هل تعلم أنّ كلمةَ “فوتوغرافيّ” تعني التصوير الضوئيّ، (كلمةٌ مشتقّةٌ من اليونانيّة وتعني الرسم بالضوء)، لأنّ الضوءَ يصلُ إلى العدسة، يَعْبرُها، ليتجمَّعَ بعد ذلك في بُؤْبُؤ العدسة للحصول على النتيجة المُبْتَغاة. أعتقد أنّه علينا، كلّما التقطنا هاتِفَنا الذكيّ لِنُصوّر، أن نزوِّدَ صورتنا ب”نورٍ” خاصٍّ نابعٍ من نظرتنا للأشياء.
إنّ الصورة تُحدّثكَ بآلاف الكلمات، تحدّقُ إليها فتأتِيَ معانيها لِتَمْلأَ حناياك. كلُّ ذلك لأنّ نظرةً مُحبَّةً عاشقةً عَرَفْتَ كيفَ ولماذا التقطتَ تلك الصورة.
نعم، كلُّ شيءٍ مُتَوقِّفٍ عليكَ عزيزي المُصوّر، لأنّك تنقلُ إلينا علاقةَ حُبٍّ تَجْمَعُ بينكَ وبين صورَتِكَ، تنقلُ إلينا تضامُنَكُما وتَواطُؤكما في إهدائنا جذريّةَ ما تريدُهُ عَدَسَةُ التصوير. ونحن، إنْ أردنا، حَمَلْنا الجذريّة وعَكَسْنا صورةَ خالِقِنا وعرفنا أن نكونَ الصورةَ الأرقى لِمَنْ ألبَسَ الدنيا أبهى الحُلَل، من أجلنا.
فهنيئًا لك أيّها المُصوّر وهنيئًا لنا بك!
بقلم ريما السيقلي