مارغريت كرّام، رئيسة جماعة الفوكولاري في العالم، حاضرةٌ هي أيضًا هناك. يحاورها الصحفيّ أليساندرو دي كاروليس.
مارغريت، ماذا شعرتِ عندما علمِت أنّ البابا اختاركِ كضيفٍ خاصٍّ في السينودس؟
كان ردُّ فعلي الأوّل مفاجأةً كبيرة، لأنّني لم أكن لأتوقّعَ هذه الدعوة؛ إنّها مسؤوليّةٌ كبيرة. لكن في الوقت نفسه شعرت أيضًا بفرحٍ كبير، لأنّني أذهب إلى هناك ليس لأنّ لديّ شيئًا أقدّمُه، بل لأنّني أريد أن أكون جزءًا من هذه الكنيسة الحيّة. وقد تذكّرتُ كلمات البابا، عندما عقدنا جمعيّتنا، كما تذكّرتُ أولى كلماتي للبابا: “أريد أن أكون ابنة الكنيسة، في خدمتها”. ثم تلقّيتُ هذه الدعوة فاختلجت هذه الكلمات في قلبي مجدّدًا. هذه هي فرصتي كي أكون أكثر في خدمة الكنيسة.
ما هي النصيحة التي تشعرين أنّه عليك تقديمها إلى جماعة الفوكولاري بأكملها من أجل عيش هذه اللحظة في الكنيسة، السينودس؟
في هذه الأيّام كنتُ أفكّر بشكلٍ متواصل، وأستعدّ للسينودس. كنت أفكّر بالكنيسة السينودسيّة وبالثلاث كلمات: الشرِكة والمشاركة والرسالة. فجأةً تبادر إلى ذهني شيءٌ ما. قلت: لكن في أساس الشرِكة والمشاركة والرسالة إذا لم تكن هناك محبّة، لا يُمكننا السير معًا. فكّرت في أوّل جماعةٍ مسيحيّة في أورشليم. لقد عاشوا الشرِكة، سواءً الشرِكة الروحيّة أو الماديّة؛ وقد عاشوا المشاركة في حياة الجماعة؛ في الجماعات المسيحيّة الأولى، التي توصّلت أيضًا لإعلان ملكوت الله، لإعلان يسوع. نعم، إنّ أساس كلّ شيءٍ هو هذه المحبّة، هذه المحبّة المتبادلة بين الجميع، والتي تضمن أن السينودس يمكن أن يكون له نتائجه، وثمارٌ يحملها. ثمّ هناك شيءٌ آخر خطر ببالي: حادثة تلاميذ عمّاوس. إنّها مجرّد صورة للمسيرة. ما أثّر فيّ وأنا أستعدّ للمشاركة في المجمع، هو هذه الجملة: لا ينبغي منعَ أعيُنِنا من التعرّف على يسوع. هذه هي النعمة التي طلبتُها لنفسي، لجماعة الفوكولاري في جميع أنحاء العالم، ولكن أيضًا لنا جميعًا نحن من نشاركون في السينودس: أن لا نمنع أعيننا من معرفة يسوع الذي يسير معنا وبيننا، وأنّه يجب أن نكون مستعدّين لما سيقوله لنا الروح القدس وإلى أين سيقودنا”.
وتزامنًا مع السينودس تتفجّر الحرب في شرقنا الأوسطيّ لتزيد عدد الحروب في العالم! صرخة ألمٍ ووجع، خوفٌ يعصر النفوس، ومآقٍ تذرف الدموع، ولكن هل من يسمع أصوات طلب النجدة والإغاثات؟
“دعونا لا نتحدّثَ عن الحرب وما نعيشه من معاناة.
دعونا نتحدّث عن الأمل في ظلّ هذه الأحداث.
إنّ صلوات العالم أجمع هي الثقة حتّى لا نستسلم لقوى الشرّ ولا نشكَّ في رحمة الربّ، بل نؤمن بأنّ الخير لا يزال موجودًا، وأنّ وسط كلّ ظلمةٍ هناك نورٌ خفيّ.
ربّما لا نستطيع أن نصلّي، أنتم تصلّون ونحن نقدّم، فيكتمل عملُنا معًا.
نريد أن نوجّه صرخةً للعالم: بأنّنا نريد السلام، وأنّ العنف يوّلد عنفًا، وأنَّ ثقتنا بالله كبيرة”.
دعونا نصلّي إذًا مع مارغريت هذه الصلاة بإيمانٍ وتقوى ونجعلها حياةً نعيشها ونقدّمها.
“يا ربّ، نصلّي من أجل الذين يقعون تحت قبضة عنفٍ غير مسبوق. من أجل الضحايا وبخاصّةٍ الأطفال، من أجل الجرحى والرهائن، من أجل المفقودين وعائلاتهم في ساعات الألم والقلق هذه. دعونا نضمّ صوتنا إلى صوت قداسة البابا في صلاةٍ جماعيّةٍ من أجل أولئك الذين يتوسّلون طالبين السلام في جميع أنحاء العالم، دعونا نتذكّر أيضًا بلدان الشرق الأوسط الأخرى وجميع البلدان التي تعيش حالة حرب، في الرعب والدمار؛ ساعدنا يا ربّ على أن نلتزم ببناء عالمٍ أخوّيٍ حتّى تتمكّن هذه الشعوب التي تعيش الصراعات وعدم الإستقرار والعنف من إيجاد طريق احترام حقوق الإنسان، حيث العدالة والحوار والمصالحة, إنّها الأدوات التي لا غنى عنها لبناء السلام”.
المدينة الجديدة