سرّ السعادة
“نْسيتِلاّ” و”افْتَكَرْتلِاّ” أختان مشهورتان بالوجه العابس الذي لا يعرف معنى الإبتسامة.
نسيتلاّ تردّد دائمًا هذه العبارة: “لا أحد يحبّني!”، ولا تتذكّر البتّة أيّة كلمةٍ لطيفة تُوجَّه إليها، ولا تتذكّر إن أهداها أحدُهم شيئًا أو ساعدها مرّةً أو سامحها…
أمّا افْتَكَرْتِلاّ فتتذكّر فقط كلَّ مَنْ نَسيَ عيدَ ميلادها أو وجّه إليها كلمةً فظّة، أو مَن تجاهلها ولم يساعدها…
في أحد الأيّام وبينما كانت الأختان تتجوّلان بوجهٍ عابسٍ قاتم جنبًا إلى جنب، قابلتا الجنيّة الساحرة “فرح”. سلّمت هذه الأخيرة عليهما قائلة: “صباح الخير للأختين السخيفتَيْن!” فاكفهرَّ وَجهُهُما أكثر فأكثر ما إنْ سمعتا هذا الكلام.
إنتفضَتْ أوّلاً نسيتلاّ وهمهمت قائلة: “أنت هي السخيفة!” وما كان من افتكرتلاّ إلاّ أن ساندت أختها ومدّت للساحرة لسانها باستهزاء… لم تتأثّر الجنيّة فرح بقلّة التهذيب هذه، بل أجابت بكلّ صبرٍ وحكمة قائلة: “كيف تصفان من يملك سرّ السعادة و لا يستعمله؟”. نظرت كلُّ واحدةٍ إلى الأخرى بتعجّب وأجابتا بصوتٍ واحد: “إنّه أحمق!”. وتجرّأت نْسيتِلاّ وسألت: “أتقصدين أنّنا نملك سرّ السعادة؟”، وأضافت افْتكَرْتِلاّ: “كيف يمكن استعماله؟”. قالت الجنيّة فرح: “إنّ الأمر بسيطُ للغاية! لكلِّ واحدةٍ منكما موهبةٌ عظيمة، لكنّكما تستعملانها بالطريقة الخاطئة! أنتِ نسيتلاّ عليك أن تنسي سريعًا إنْ قال لك أحدُهم كلمةً فظّة، أو لم يقدّم لكِ هديّة، أو تجاهلكِ، أو لم يساعدْكِ أو لم يسامِحْكِ، وأنتِ يا افتكرتلاّ فيجبُ عليكِ أن تتذكّري كلّ الكلمات اللطيفة التي تقالُ لكِ، وكلّ الهدايا والأشياء الجميلة التي تصلُكِ”.
حينها، صرخت الأختان بصوتٍ واحد: “لكنّ هذا ليس سهلاً!”.
فقالت “فرح” بهدوءٍ وبابتسامتها المعهودة: “بل هذا سهلٌ جدًّا، ولكن يجب أن تفعلا ذلك من خلال تشغيل نبضات القلب. سألتها نسيتلاّ: “ألا يمكنكِ أن تساعدينا بعصاكِ السحريّة ولو قليلاً؟”، فأجابتها فرح: “هذا السحر ستقومان به أنتما وحدكما! فلتساعِدْ كلُّ واحدة أختَها على نسيانِ السيّئات و تذكُّر الحسنات! هذه نصيحتي لكما فحاولا أن تتبعاها!”.
ومرّت بضعة شهورٍ قبل أن تلتقيَ الجنيّة فرح من جديدٍ بهما. لكنّ اللقاء كان له نكهةً مختلفة، وكانت مفاجأةٌ جميلةٌ بانتظارها. سلّمت هذه المرّة الأختان عليها بسرور وبوجهٍ مشرق، وقالتا بقلبٍ واحد: “لن ننساكِ أبدًا! سوف نتذكّركِ دائمًا واعلمي أنّ لكِ في قلبنا امتنانٌ كبير”.
والآن، وقد قرأتَ أنتَ أيضًا هذه القصّة وبتَّ تملكُ سرَّ السعادة، فهل سوف تستعمله بدورِكَ؟
نسيتلاّ تردّد دائمًا هذه العبارة: “لا أحد يحبّني!”، ولا تتذكّر البتّة أيّة كلمةٍ لطيفة تُوجَّه إليها، ولا تتذكّر إن أهداها أحدُهم شيئًا أو ساعدها مرّةً أو سامحها…
أمّا افْتَكَرْتِلاّ فتتذكّر فقط كلَّ مَنْ نَسيَ عيدَ ميلادها أو وجّه إليها كلمةً فظّة، أو مَن تجاهلها ولم يساعدها…
في أحد الأيّام وبينما كانت الأختان تتجوّلان بوجهٍ عابسٍ قاتم جنبًا إلى جنب، قابلتا الجنيّة الساحرة “فرح”. سلّمت هذه الأخيرة عليهما قائلة: “صباح الخير للأختين السخيفتَيْن!” فاكفهرَّ وَجهُهُما أكثر فأكثر ما إنْ سمعتا هذا الكلام.
إنتفضَتْ أوّلاً نسيتلاّ وهمهمت قائلة: “أنت هي السخيفة!” وما كان من افتكرتلاّ إلاّ أن ساندت أختها ومدّت للساحرة لسانها باستهزاء… لم تتأثّر الجنيّة فرح بقلّة التهذيب هذه، بل أجابت بكلّ صبرٍ وحكمة قائلة: “كيف تصفان من يملك سرّ السعادة و لا يستعمله؟”. نظرت كلُّ واحدةٍ إلى الأخرى بتعجّب وأجابتا بصوتٍ واحد: “إنّه أحمق!”. وتجرّأت نْسيتِلاّ وسألت: “أتقصدين أنّنا نملك سرّ السعادة؟”، وأضافت افْتكَرْتِلاّ: “كيف يمكن استعماله؟”. قالت الجنيّة فرح: “إنّ الأمر بسيطُ للغاية! لكلِّ واحدةٍ منكما موهبةٌ عظيمة، لكنّكما تستعملانها بالطريقة الخاطئة! أنتِ نسيتلاّ عليك أن تنسي سريعًا إنْ قال لك أحدُهم كلمةً فظّة، أو لم يقدّم لكِ هديّة، أو تجاهلكِ، أو لم يساعدْكِ أو لم يسامِحْكِ، وأنتِ يا افتكرتلاّ فيجبُ عليكِ أن تتذكّري كلّ الكلمات اللطيفة التي تقالُ لكِ، وكلّ الهدايا والأشياء الجميلة التي تصلُكِ”.
حينها، صرخت الأختان بصوتٍ واحد: “لكنّ هذا ليس سهلاً!”.
فقالت “فرح” بهدوءٍ وبابتسامتها المعهودة: “بل هذا سهلٌ جدًّا، ولكن يجب أن تفعلا ذلك من خلال تشغيل نبضات القلب. سألتها نسيتلاّ: “ألا يمكنكِ أن تساعدينا بعصاكِ السحريّة ولو قليلاً؟”، فأجابتها فرح: “هذا السحر ستقومان به أنتما وحدكما! فلتساعِدْ كلُّ واحدة أختَها على نسيانِ السيّئات و تذكُّر الحسنات! هذه نصيحتي لكما فحاولا أن تتبعاها!”.
ومرّت بضعة شهورٍ قبل أن تلتقيَ الجنيّة فرح من جديدٍ بهما. لكنّ اللقاء كان له نكهةً مختلفة، وكانت مفاجأةٌ جميلةٌ بانتظارها. سلّمت هذه المرّة الأختان عليها بسرور وبوجهٍ مشرق، وقالتا بقلبٍ واحد: “لن ننساكِ أبدًا! سوف نتذكّركِ دائمًا واعلمي أنّ لكِ في قلبنا امتنانٌ كبير”.
والآن، وقد قرأتَ أنتَ أيضًا هذه القصّة وبتَّ تملكُ سرَّ السعادة، فهل سوف تستعمله بدورِكَ؟
لوريتّا بيراسّي