سرّكِ عظيم

فازت ٥۳ إمرأة بجائزة نوبل منذ عام ١۹٠۱. أستير دوفلو، البالغة من العمر ٤٦ عامًا، حازت على جائزة نوبل في الإقتصاد لعام ٢٠۱۹. إنّها أصغر بطلةٍ في مكافحة الفقر في العالم: “الفقر هو التحدّي الأكبر للمجتمع ككُلّ، إنْ من الناحية الفكريّة أو الأخلاقيّة، فهو يتخطّى الإقتصاد . أعتقد أنّه بإمكاننا التخفيف من وطأته وليس القضاء عليه. عندما كنت في الثامنة أو التاسعة من عمري، قرأت أن ماري كوري قد أنفقت قيمة جائزة نوبل الأولى على معدّات البحث الإشعاعيّ، آمل أن أفعل الشيء نفسه في ما يخصّ البحوث المتعلّقة بمكافحة الفقر”.
هذا هو وضع النساء اليوم! فلم تعد تكرّس المرأة نفسها لرعاية أطفالها والعناية بمنزلها وحسب، إنّما شمّرت عن سواعدها ودخلت معترك الحياة الإجتماعيّة في القرن الأخير فتغيّرت حياتُها بشكلٍ جذريّ. إضطرّت للعمل في المصانع والحقول لدعم رجُلِها الذي غادر إلى الحرب، ومن ثمّ ناضلت من أجل تأكيد حقّها في العمل وتحقيق ذاتها. وها هي اليوم قائدةٌ في أهمّ الميادين السياسيّة والإقتصاديّة والإعلاميّة، الخ…
لم يقف يومًا وضعُها الجسديّ عقبةً في تلبيتها لاحتياجات عائلتها. تراها تعيش تجربة الحمل وتناضل في سبيل عملها في آن، من أجل تحسين مستوى أسرتها الإجتماعيّ. وإن كنّا في عصرٍ يحاول تجنّب الألم ويخشاه بشدّة، تراها تواجه مخاض الحمل مثلاً، كما باقي الصعوبات، بقوّة وعزمٍ وصبرٍ وأناة.
كتب فيها الشاعر الكبير نزار قبّاني قصائد رائعة وكأنّي به عرف أن يلج عمق عالمها، فوصفها ب “قطرة غيثٍ لأرضٍ قاحلة” و “وردة كلّ الحرّيات”، وربط بينها وبين ملامح الإزدهار والثقافة كافّة إذ قال: “الحضارة أنثى والثقافة أنثى واللغة أنثى والقصيدة أنثى والشجرة أنثى والثورة أنثى”.
إعتنِ بنفسك أيّتها المرأة وامنحي نفسك الإذن لمواصلة التعبير عن ذاتك… فكيانك الرقيق الحسّاس الذكيّ والشديد العزيمة والعنفوان في آن قادرٌ على احتواء وميض البرق ووهج الشمس!

ريما السيقلي

Spread the love