رقصة الإبتعاد والإقتراب
أنا متزوّجٌ منذ بضع سنواتٍ وسعيدٌ في زواجي! أشعر مؤخّرًا بالحاجة لنشاطٍ أقوم به بمفردي أو مع أصدقائي… أرغب بمزيدٍ من الحرّيَّة وأخشى أن يؤثّر ذلك سلبًا على علاقتي بزوجتي؟
مِنَ المؤكّد أنّ عهد الزواج يعطي الأمان، ومِن هنا بالتحديد تولد الحاجة إلى التطوّر والإستكشاف… يتحرّك الإنسان باستمرارٍ بين قطبَيْن أساسيَّيْن: حاجتُهُ للشعور بالأمان والحماية من جهة، والرغبة لإستكشاف البيئة الخارجيّة بحرّيَّة من جهةٍ أخرى. تتّفق عدّة نظريّاتٍ على أنّه لا يمكن أن تبقى العلاقة بين البشر ثابتةً مع مرور الوقت، بل هي تتضمّن لحظات اقترابٍ ولحظات ابتعاد. في الطفولة تقع مسؤوليّة الرعاية على الأمّ أو مَنْ ينوبُ عنها. أمّا في علاقةٍ عاطفيّةٍ متساوية يمكن القيام بالرعاية بالتناوب. وما يتميّز به الزوجان هو تحديدًا القدرة المَرِنة لدى كلّ واحدٍ منهما على القيام بدور الرعاية، بتقديمه الترحيب والدعم والحماية عند الحاجة، وأيضًا القدرة على الإبتعاد والتمايز في أوقاتٍ أخرى، مع اليقين أنّ الشريك سيكون حاضرًا لإستقبال الآخر عند العودة. أي أنّ مهمّةَ كلِّ شريكٍ هي تسهيل حاجة الآخر للإستقلاليّة، يعطيه الثقة، ويفرح لِما يعيشه. يتطلّب ذلك بالطبع نضجًا عاطفيًّا كبيرًا.
يتحرّك إذاً الزوجان طوال الحياة بشكلٍ دوريٍّ في “رقصة الإقتراب والإبتعاد”، بين الحاجة للشعور بالأمان والإرتباط بالآخر ودافع الإستكشاف. تكون هذه الرقصة أحيانًا صعبةً جدًّا على المستوى العاطفيّ خاصّةً، ففترةُ عودةِ الشريك إلى الحياة العاديّة دقيقةٌ جدًّا، بخاصّةٍ إذا كانت العلاقة أساسًا صعبةً أو مؤلمة، أو عندما تكون هناك تجارب سابقة من الهجر، حيث يكون التسامح مُحبِطًا و مؤلِمًا.
هناك أيضًا بعض المعتقدات الخاطئة التي تُعيق “رقصة الإبتعاد والاقتراب” والتي يجب أن يواجِهَها الزوجان. على سبيل المِثال، “إنّ الحُبَّ وحده يكفي لتخطّي كلّ الصعاب”، أو “ألمهمّ هو أن تجدَ الشريك المثاليّ”، أو “يجب أن يشارك الزوجان بعضهما بكلّ شيء كالإهتمامات، والصداقات…”، “يجب أن أجد الشريك” التوأم” الذي يُكمِّلُني”، أو “يخرج مرارًا لوحده، هذا يعني أنّه لا يحبّني”… كلُّ هذه الأفكار السائدة بين الكثيرين هي في الواقع بحاجةٍ لإعادة نظر جِدّيَّة!
يتعايش إذًا في داخلنا الشعور بالإنتماء و الحاجة للرعاية مع الحاجة للإستقلاليّة. إدراك وقبول هذه “الرقصة الطبيعيّة” التي تُميّز ديناميكيّة الثنائيّ، يسمحُ له بأن يكتشفَ توازناتٍ جديدةٍ في عمليّة تطوّرٍ دائمة، مِن خلال نشاطٍ مشترَكٍ يَبْني الإثنين معًا ويؤمِّن تطوُّرَهما الدائم.
مِنَ المؤكّد أنّ عهد الزواج يعطي الأمان، ومِن هنا بالتحديد تولد الحاجة إلى التطوّر والإستكشاف… يتحرّك الإنسان باستمرارٍ بين قطبَيْن أساسيَّيْن: حاجتُهُ للشعور بالأمان والحماية من جهة، والرغبة لإستكشاف البيئة الخارجيّة بحرّيَّة من جهةٍ أخرى. تتّفق عدّة نظريّاتٍ على أنّه لا يمكن أن تبقى العلاقة بين البشر ثابتةً مع مرور الوقت، بل هي تتضمّن لحظات اقترابٍ ولحظات ابتعاد. في الطفولة تقع مسؤوليّة الرعاية على الأمّ أو مَنْ ينوبُ عنها. أمّا في علاقةٍ عاطفيّةٍ متساوية يمكن القيام بالرعاية بالتناوب. وما يتميّز به الزوجان هو تحديدًا القدرة المَرِنة لدى كلّ واحدٍ منهما على القيام بدور الرعاية، بتقديمه الترحيب والدعم والحماية عند الحاجة، وأيضًا القدرة على الإبتعاد والتمايز في أوقاتٍ أخرى، مع اليقين أنّ الشريك سيكون حاضرًا لإستقبال الآخر عند العودة. أي أنّ مهمّةَ كلِّ شريكٍ هي تسهيل حاجة الآخر للإستقلاليّة، يعطيه الثقة، ويفرح لِما يعيشه. يتطلّب ذلك بالطبع نضجًا عاطفيًّا كبيرًا.
يتحرّك إذاً الزوجان طوال الحياة بشكلٍ دوريٍّ في “رقصة الإقتراب والإبتعاد”، بين الحاجة للشعور بالأمان والإرتباط بالآخر ودافع الإستكشاف. تكون هذه الرقصة أحيانًا صعبةً جدًّا على المستوى العاطفيّ خاصّةً، ففترةُ عودةِ الشريك إلى الحياة العاديّة دقيقةٌ جدًّا، بخاصّةٍ إذا كانت العلاقة أساسًا صعبةً أو مؤلمة، أو عندما تكون هناك تجارب سابقة من الهجر، حيث يكون التسامح مُحبِطًا و مؤلِمًا.
هناك أيضًا بعض المعتقدات الخاطئة التي تُعيق “رقصة الإبتعاد والاقتراب” والتي يجب أن يواجِهَها الزوجان. على سبيل المِثال، “إنّ الحُبَّ وحده يكفي لتخطّي كلّ الصعاب”، أو “ألمهمّ هو أن تجدَ الشريك المثاليّ”، أو “يجب أن يشارك الزوجان بعضهما بكلّ شيء كالإهتمامات، والصداقات…”، “يجب أن أجد الشريك” التوأم” الذي يُكمِّلُني”، أو “يخرج مرارًا لوحده، هذا يعني أنّه لا يحبّني”… كلُّ هذه الأفكار السائدة بين الكثيرين هي في الواقع بحاجةٍ لإعادة نظر جِدّيَّة!
يتعايش إذًا في داخلنا الشعور بالإنتماء و الحاجة للرعاية مع الحاجة للإستقلاليّة. إدراك وقبول هذه “الرقصة الطبيعيّة” التي تُميّز ديناميكيّة الثنائيّ، يسمحُ له بأن يكتشفَ توازناتٍ جديدةٍ في عمليّة تطوّرٍ دائمة، مِن خلال نشاطٍ مشترَكٍ يَبْني الإثنين معًا ويؤمِّن تطوُّرَهما الدائم.
أنجيلا ممّانا