رحمَةٌ من الله
في ليلةٍ بارِدةٍ من ليالي الشتاء، في كوخٍ صغيرٍ جلست امرأةٌ قربَ أطفالِها الجياع، تُراقِبُ تساقطَ الثلوجِ بِحسرة، تحاولُ إلهاءهم عن جوعهم بمشهدِ الثلجِ الجميل، إلاّ أنّ تساقطَ الثلجِ لم يتمكّن من إسكاتِ صوتِ الجوع. إحتارت في أمرِها، كيف ستؤمّنُ لهم الطعامَ وهي امرأةٌ مريضةٌ وكوخها لا يحتوي على كسرةِ خبزٍ.
قرّرت أن تطلبَ رَحمةَ أهلِ القريةِ، فخرجَت تتحدّى عواصِفَ الشتاءِ من أجلِ أطفالِها. مشت مسافةً طويلةً حتّى وصلت إلى القريةِ متجمِّدَةَ القدمَيْنِ، مرتجفةً من شدّةِ البردِ، لم تترك بابًا إلا وقصدَتهُ، لكنَّ بابَ الرحمةِ أُغلِقَ في وجهِها فعادت إلى كوخِها خائبة، مكسورة الخاطر ومرتجفة.
جثَت على رُكبتَيْها قُربَ ملائكتِها الصغار تُراقِبُ عيونَهُم المبلّلة بالدموع، بدأتْ تُصلّي وتطلبُ الرحمةَ من ربّها. سمعت فجأةً صوتًا مخيفًا خارجَ الكوخِ، فهرعَت كي تعرفَ سببَ هذه الضوضاءَ، وإذا بفتاةٍ ريفيّةٍ سقطت عن عربةٍ خشبيّة، كان يجرُّها حصانٌ جفلَ فجأةً وهربَ، تاركًا وراءَهُ الفتاة المسكينة وحدَها في ظلمةِ الليلِ المزيّنِ بالثلوج.
قرّرت أن تطلبَ رَحمةَ أهلِ القريةِ، فخرجَت تتحدّى عواصِفَ الشتاءِ من أجلِ أطفالِها. مشت مسافةً طويلةً حتّى وصلت إلى القريةِ متجمِّدَةَ القدمَيْنِ، مرتجفةً من شدّةِ البردِ، لم تترك بابًا إلا وقصدَتهُ، لكنَّ بابَ الرحمةِ أُغلِقَ في وجهِها فعادت إلى كوخِها خائبة، مكسورة الخاطر ومرتجفة.
جثَت على رُكبتَيْها قُربَ ملائكتِها الصغار تُراقِبُ عيونَهُم المبلّلة بالدموع، بدأتْ تُصلّي وتطلبُ الرحمةَ من ربّها. سمعت فجأةً صوتًا مخيفًا خارجَ الكوخِ، فهرعَت كي تعرفَ سببَ هذه الضوضاءَ، وإذا بفتاةٍ ريفيّةٍ سقطت عن عربةٍ خشبيّة، كان يجرُّها حصانٌ جفلَ فجأةً وهربَ، تاركًا وراءَهُ الفتاة المسكينة وحدَها في ظلمةِ الليلِ المزيّنِ بالثلوج.
فرِحتِ الفتاة عندما رأت صاحِبَةُ الكوخِ تتّجِهُ نحوَها، فطلبت منها أن تسمحَ لها بإنزال الخبزِ الذي كانت تنقله من فُرنِها إلى القريةِ المجاورةِ وحفظِهِ في الكوخِ. إستجابَتِ المرأةُ لطلبِ الفتاة واستضافَتْها في كوخِها المتواضِع.عندما رأت الفتاةُ الأطفال طلبَتِ من أمِّهِم بأن تحتفِظَ بكلّ الخبزِ الذي تحملُهُ كعربونِ شكرٍ لاستضافتِها، أدركَتِ المرأة حينَها أنّ بابَ الرحمَةِ فُتِحَ لها. كم كانت فرحَةُ الأولادِ كبيرةً بالطعامِ وبالزائرة الجديدة، وكأنّها ملاكٌ مُرسَلٌ إليهِم. كانت تلك الليلة شهادة إيمان، فمُعجزةُ الرحمة هبطت من السماء.
هلا قسطنطين