رحلة العودة
تنشّأتُ وسط عائلةٍ غرست فيّ الإيمان. لكنّني حين كبرت، شعرتُ أنّني بحاجةٍ إلى شيءٍ مختلف. إبتعدتُ عن تلك الأجواء الروحيّة، وانطلقتُ أحقّق كلَّ ما كنت أريده من الحياة.
عشتُ سنواتٍ أمتلكُ فيها كلّ ما أبغيه: وظيفة، أصدقاء، سيّارة، وسواها من مظاهر الحياة التي يظنّ المرء بأنّها مصدرُ السعادة. بالفعل، لقد كان هناك دائمًا فراغٌ داخلي، شعورٌ بأنّ شيئًا ما ينقصني. كنت أشتاق لنفسي، ولم أعد أجدُها في الأماكن التي بحثت فيها. ظننتُ أنّ السهر، والخروج، والحرّية المطلقة ستملأ هذا الفراغ، لكنّها لم تنجح في ذلك.
وفي لحظة صدق، حين أدركتُ بأنّني غيرُ سعيدة، رغم كلّ ما أملك، لم أجد الجرأة لأعود إلى اللقاءات الروحيّة أو إلى من رَفَضتُهم سابقًا. لكنّ الله لم يتركني. أرسل لي شخصًا قريبًا، كان سيشارك بكلمةٍ في مجموعة، فطلب منّي أن أرافقه لأشَجِّعَه. لم أكن متحمِّسة، لكنّه أصرّ، فذهبت.
هناك، استمعتُ إلى كلمة تامّلٍ حول أبينا ابراهيم. لم يكن ابراهيم يملك شيئًا، لا ابنًا، ولا أرضًا، ولا مستقبلًا. لكنّّه صدّق وعدَ الله، وترك كلّ شيء، وسار خلفه. شعرت أنّني كنت أستمع إلى قصّة حياتي. صدّقت الوعد، وشعرت أنّ الله يَعدُني بالفرح وسيكون هو مَن يعطي معنًى لحياتي إن سرتُ أنا أيضًا خلفه.
حينها، قرّرت أن أتوقّف عن أخذ قراراتٍ عشوائيّةٍ لنفسي، تلك التي لطالما أوقعتني في مشاكل. سأمشي برفقة الله، وأعبُر الأبواب التي يفتحُها اللهُ لي. وبدأتُ أعود إلى الكلمة وإلى الخدمة، بمساعدة أصدقاءٍ ومجتمعٍ مُحِبّ، وكنت أشعر كأنّني الإبنة الضالّة التي عادت، فاستقبلها الآب بكلّ رحمةٍ وحُبّ.
لكنّني فتاةٌ متمرّدة، فكنت أقترب وأبتعد من جديد، أعيش حالةً من المدِّ والجزر الروحيّ، وبدأت أضيق ذرعًا بنفسي. صرختُ إلى الله: “إربطني بكَ! إربطني بالصلاة، إمنحني شيئًا لا أستطيع الهروب منه فأبقى معك.
وفي اليوم التالي، ومن دون سابق إنذار، اكتشفتُ أنّني مصابةٌ بداء السرطان. في البداية، صُدِمتُ بشدّة، لكنّي ما لبثتُ أن تذكّرت ما قلته لله قبلها بيومٍ واحد. طلبتُ شيئًا لا يمكن الهروب منه، فاستجاب! عرفت حينها أن الله لا يريد أذيَّتي، بل يريد خلاصي.
دخلتُ معركة الإيمان، واخترت ألاّ أغضب وألاّ أتمرّد، بل أن أدخلَ في علاقة ثقةٍ عميقةٍ بالله، فهو مَن سوف يُقدِّسُني. سمعتُ ترنيمةً للمرّة الأولى في حياتي، تقول كلماتُها: “دعني أعيش هذا الوقت بصوتك، يا ربّ، فأنت من يُحارب عنّي”.
سلّمت ذاتي لمشيئته، فاختبرتُ راحةً وسلامًا. شعرت بمحبة الله طوال فترة العلاج بشكلٍ غير مسبوق، رأيت رعايته كأبٍ حقيقيٍّ يهتمّ بي في كل تفصيلة: في الصحّة، في المصاريف، في الوقت، وحتّى في حالتي النفسيّة.
لم أكن أصلّي يومًا من أجل الشفاء. كنت أصلّي فقط حتّى لا أتوقّف عن رؤية عمل الله في حياتي. وها أنا اليوم، أستطيع أن أقول وبكلّ يقين: نعم، لقد كانت التجربة مؤلمة، لكنّ الصليب هو الحبّ الأعظم. الألم له معنى، والمرض له رسالة، والله قادرٌ أن يحوّلَ كلَّ ضعفٍ فينا إلى قوّةٍ فيه.
السرطان الذي أصابني لم يكن قَدَرًا مظلمًا، بل كان هديّة. هديّة جعلتني أقترب من الله، وأختبر نعمته، وأعلن بكلّ ثقة: يسوع مات لأجلي… وأنا أحيا به.
عشتُ سنواتٍ أمتلكُ فيها كلّ ما أبغيه: وظيفة، أصدقاء، سيّارة، وسواها من مظاهر الحياة التي يظنّ المرء بأنّها مصدرُ السعادة. بالفعل، لقد كان هناك دائمًا فراغٌ داخلي، شعورٌ بأنّ شيئًا ما ينقصني. كنت أشتاق لنفسي، ولم أعد أجدُها في الأماكن التي بحثت فيها. ظننتُ أنّ السهر، والخروج، والحرّية المطلقة ستملأ هذا الفراغ، لكنّها لم تنجح في ذلك.
وفي لحظة صدق، حين أدركتُ بأنّني غيرُ سعيدة، رغم كلّ ما أملك، لم أجد الجرأة لأعود إلى اللقاءات الروحيّة أو إلى من رَفَضتُهم سابقًا. لكنّ الله لم يتركني. أرسل لي شخصًا قريبًا، كان سيشارك بكلمةٍ في مجموعة، فطلب منّي أن أرافقه لأشَجِّعَه. لم أكن متحمِّسة، لكنّه أصرّ، فذهبت.
هناك، استمعتُ إلى كلمة تامّلٍ حول أبينا ابراهيم. لم يكن ابراهيم يملك شيئًا، لا ابنًا، ولا أرضًا، ولا مستقبلًا. لكنّّه صدّق وعدَ الله، وترك كلّ شيء، وسار خلفه. شعرت أنّني كنت أستمع إلى قصّة حياتي. صدّقت الوعد، وشعرت أنّ الله يَعدُني بالفرح وسيكون هو مَن يعطي معنًى لحياتي إن سرتُ أنا أيضًا خلفه.
حينها، قرّرت أن أتوقّف عن أخذ قراراتٍ عشوائيّةٍ لنفسي، تلك التي لطالما أوقعتني في مشاكل. سأمشي برفقة الله، وأعبُر الأبواب التي يفتحُها اللهُ لي. وبدأتُ أعود إلى الكلمة وإلى الخدمة، بمساعدة أصدقاءٍ ومجتمعٍ مُحِبّ، وكنت أشعر كأنّني الإبنة الضالّة التي عادت، فاستقبلها الآب بكلّ رحمةٍ وحُبّ.
لكنّني فتاةٌ متمرّدة، فكنت أقترب وأبتعد من جديد، أعيش حالةً من المدِّ والجزر الروحيّ، وبدأت أضيق ذرعًا بنفسي. صرختُ إلى الله: “إربطني بكَ! إربطني بالصلاة، إمنحني شيئًا لا أستطيع الهروب منه فأبقى معك.
وفي اليوم التالي، ومن دون سابق إنذار، اكتشفتُ أنّني مصابةٌ بداء السرطان. في البداية، صُدِمتُ بشدّة، لكنّي ما لبثتُ أن تذكّرت ما قلته لله قبلها بيومٍ واحد. طلبتُ شيئًا لا يمكن الهروب منه، فاستجاب! عرفت حينها أن الله لا يريد أذيَّتي، بل يريد خلاصي.
دخلتُ معركة الإيمان، واخترت ألاّ أغضب وألاّ أتمرّد، بل أن أدخلَ في علاقة ثقةٍ عميقةٍ بالله، فهو مَن سوف يُقدِّسُني. سمعتُ ترنيمةً للمرّة الأولى في حياتي، تقول كلماتُها: “دعني أعيش هذا الوقت بصوتك، يا ربّ، فأنت من يُحارب عنّي”.
سلّمت ذاتي لمشيئته، فاختبرتُ راحةً وسلامًا. شعرت بمحبة الله طوال فترة العلاج بشكلٍ غير مسبوق، رأيت رعايته كأبٍ حقيقيٍّ يهتمّ بي في كل تفصيلة: في الصحّة، في المصاريف، في الوقت، وحتّى في حالتي النفسيّة.
لم أكن أصلّي يومًا من أجل الشفاء. كنت أصلّي فقط حتّى لا أتوقّف عن رؤية عمل الله في حياتي. وها أنا اليوم، أستطيع أن أقول وبكلّ يقين: نعم، لقد كانت التجربة مؤلمة، لكنّ الصليب هو الحبّ الأعظم. الألم له معنى، والمرض له رسالة، والله قادرٌ أن يحوّلَ كلَّ ضعفٍ فينا إلى قوّةٍ فيه.
السرطان الذي أصابني لم يكن قَدَرًا مظلمًا، بل كان هديّة. هديّة جعلتني أقترب من الله، وأختبر نعمته، وأعلن بكلّ ثقة: يسوع مات لأجلي… وأنا أحيا به.
ناتالي – مصر