لم يعد بإمكاننا الإنسجام معًا… خلافاتُنا لا تنتهي ونحن نؤلمُ بعضنا على الدوام. من الأفضل أن ننفصل؟
غالبًا ما أسمعُ كلامًا كهذا. كما يقولون أيضًا، إنّ الصورة الصوتيّة للجنين تُظهرُ أنّه سَيولدُ بإعاقة، وهذا حِملٌ كبير، من الأفضل أن نجهضَ لِخَيرِ الطفل وخيرِ العائلة… إنّه قرارٌ صعبٌ ومُؤلمٌ بالنسبة إلى الأهل، ولا نقدرُ أن نحكمَ عليهم، لكنّنا نعرفُ أنّه قرارٌ خاطىءٌ بالنسبة إلى إيماننا المسيحيّ، لأنّنا نعرف أنّ “ما هو غيرُ مستطاعٍ عند الإنسان، مستطاعٌ عند الله”. الله كُلّيّ القدرة ونريدُ أن نعيشَ كلمته. أليس كذلك؟
لكن ماذا نعني عندما نقول إنّ الله كلّي القدرة؟
في إحدى المقابلات التلفزيونيّة، سأل مقدّمُ البرنامج كيارا لوبيك وكان غيرَ مؤمن، كيف استطاعَتْ أن تقومَ بكلّ ما فعلته، بما في ذلك ولادة جماعة الفوكولاري التي وصلت إلى العالم كلّه. فأجابت: “أنا لم أفعلْ شيئًا، الروحُ القدس هو مَنْ فعل!”، فسألها: “من هو هذا الروح القدس؟”، أجابت: “الروح القدس فِكرٌ، طريقةُ تفكير، هو نسيم، نورٌ يُطهّرُ فكري، يُعطيني نورًا فأفهمُ أنّ إرادةَ الله هي إرادتي، أنا مُنوَّرة”.
اللهُ يريدُ ما أريدُهُ أنا في الجزء الأجمل في داخلي! اللهُ كوَّنَنا. اللهُ ليس بعيدًا عنّا. هو موجودٌ هنا، في داخلنا. يقولُ الإنجيل: “هأنذا واقفٌ عند الباب أقرع. إنْ سمعَ أحدٌ صوتي وفتح الباب، أدخلُ إليه وأتعشّى معه وهو معي”، أي أنّه يعيشُ معنا، يكونُ مِنّا، يسكنُ في أفكارنا، وهناك تكون الجنّة! هو أوّل من يعرف الأزمة التي نمرُّ بها وهو يُحوّلها لواقعٍ أجمل، لوحدةٍ أكبر بيننا. فعندما نكونُ معه، فرديًّا أو كزوجَيْن، نشعرُ بقوَّتَيْن: واحدةٌ تدفعُنا لندخُلَ إلى أعماقنا ونصغي له، والثانية تدفعُنا كي نتكلّم، نتكلّم مع بعضنا ونتحاور.
والآن، هاكم بعض النصائح، لكم أنتم الأزواج
• حاولوا أن تكونوا أسيادَ مشاعركم، أن تتحكّموا بشخصيّتِكم، وبخاصّةٍ في الحياة الجنسيّة.
• حاولوا أن يكونَ حبُّكمُ حُبَّ الأم. ماذا تفعلُ الأمّ عندما يبكي طفلَها لأنّه جائع؟ لا تصرخُ بوجهه بل تأخذُ على عاتقها بكاءَ طفلها… وأنتم إذا تشاجرتم لا يطلبُ الواحدُ منكم من الآخَر أن يعتذرَ أوّلاً، لا تُحَمِّلوه مسؤوليّةَ الشجار. أمامكم إمكانيّاتٌ ثلاث: إمّا ألاّ يعتذرَ أحد، إمّا أن يعترفَ كلُّ واحدٍ بخطئه، إمّا أن يأخُذَ واحدٌ منكما على عاتقه خطأَ الآخر.
• حاولوا أن يكونَ يسوع دائمًا في وسطكم. وهو يجعلُكُم تشعرون برغبةٍ عارمةٍ لمُساعدة الكلّ. يجعلُكَ تنظرُ إلى زوجتِكَ، أو زوجِكِ، كأنّكَ تراها للمرّة الأولىّ، وترى الخيطَ الذهبيّ الذي ترسمُهُ بحياتكَ، فلن توّدَ بعد ذلك أن تغيّرَ فيها شيئًا!