حُلُمٌ يلامسُ الواقع
نحملُ معنا حُلُمًا رافقنا منذ نعومة أظافرنا، صافح صباحاتِنا وكلّ الأمْسِيات، حتّى المرآة التي ننظر إليها مرارًا راحت تعكُسُ صورة الحلم الساكن فينا…
فمن مِنّا لا يحلم بعالمٍ أفضل؟ من مِنّا لا يرغب بعالمٍ مختلف، بعالمٍ يغذّيه الأمل، بعالمٍ أكثر إنسانيّةٍ وأكثر أخوّة؟ لكنّ الواقع يُقدّمُ لنا عالمًا نَتَنَشَّقُ فيه هواءً مشحونًا بعدم الثقة، مُثقلاً بالمآسي… أناسٌ من حولنا يموتون جوعًا وآخرون يَفُرّون من أوطانهم خوفًا من مصيرٍ بائس وحروب ضارية، شبابٌ يعانون من البطالة وآخرون يغرقون في دوّامة المخدّرات وغيرها…
فهل تكون حياتنا مراوحةً بين المنشود والموجود؟
لم لا يصير الحلم واقعًا؟
لم لا نُصَرّفُ حلمنا بصيغة الواقع؟
هل ندع هذا الواقع يغتال حلمنا؟
هل نستسلم ونقبل بما يجري وننسى ما نتوق إليه؟
لا وألف لا، ذلك لأنّنا وبالرغم من كلّ شيء، نستفيق كلّ يومٍ وفي داخلنا عزمٌ جديدٌ كي نَتْرُكَ بصمةَ تفاؤلٍ على رمادِيَّة واقعنا، بصمةً نابعة من قناعةٍ حاكَتْها أحلامُنا، فَنَمَتْ في داخلنا. لماذا؟ لأنّنا وبكلّ بساطةٍ خُلِقْنا وفي قلبنا توقٌ إلى الحبّ والخير… هكذا هي جِنيّاتُنا الوراثيّة فَمِنَ المُحال أن نتخلَّصَ منها! هو الحبُّ في أعماقنا، هو الحبُّ أنشودَتُنا، إنّه كالطاقة التي تحتاجُها المعادلةُ الكيميائيّة للتفاعُلِ بين موادِها، وهذه هي طاقةُ الحبّ فينا التي بإمكانها أن تُحوّلَ الحُلُم إلى واقع. لا يغمضُ جفنٌ لِمَنْ وقعَ في شراكِ الحُبّ، فمع الحبّ، يعيشُ العشّاقُ حقيقةً أجمل من الحلم. إنّ الحبّ يصنعُ الخيرَ حيثما حَلّ، فيصيرُ هذا الأخير كبقعة زيتٍ تتوسّع دائِرَتُها فَتُعْدي وتَخْلُقُ مواقفًا إيجابيّة تُقَوّينا وتزيدُ من تفاؤلنا، فنتعلّق أكثر فأكثر بأحلامنا ونقترب منها.
إنّها ثورتنا اليوميّة، فلنتطوَّعْ ولْنَنْضَمّ إلى صفوفها، واثقين أنّنا لسنا وحدنا…
إنْ حَلِمْنا وعَمِلْنا في الوقت عينه انتشر الخيرُ ولامس حُلُمُنا الواقعبقلم ريما السيقلي
 
ريما السيقلي
Spread the love