لقد اجتاح الإقتصاد حاليًّا كلّ شيء. نحن نعيش تحت تأثير الإقتصاد. فما هو برأيكِ موقفُ مَن يريد أن يعيشَ المحبّة بالنسبة إلى عالم الإقتصاد؟
سأجيب على هذا السؤال بمبدأين-وصيّتين.
أولاً: يجب ألاّ نسعى لإكتساب ثروة، أو بمعنى آخر لا نطمح لأن نكونَ دائمًا أغنياء أكثر.
ثانيًا: إن امتلكتَ ثروةً فأنت تمتلكُها كي تعطي.
لماذا لا نسعى لنكسبَ ثروة؟ لأنّ من وجدَ يسوع وجدَ الله، وثروته الحقّة هي الله، أللهُ وملكوت الله. هذه هي ثروةُ الثروات. للمتلكاتِ الماديّة قيمةٌ إذا وُضعَتْ في خدمة ملكوت الله، أي في خدمة الإخوة. تذكّروا مَثَلَ الغَنيّ الغبيّ الذي خزّن غلاّته في إهراءاته: يقول يسوع في هذا المثل : يا غبيّ، ماذا تفعل؟ الليلةُ بالذات سوف تُؤخَذُ نفسك منك …
عمليًّا علينا ألاّ نحاولَ أن يكونَ لنا دائمًا مالاً أكثر. إنّها ثقافةُ الملكوت التي تذهب عكس تيّار الثقافة الطاغية، ثقافة الإمتلاك.
من المؤكّد أنّه يجب أن يكونَ لنا ثروة ثقافيّة، روحيّة، يُمْكِنُها أن تغيّرَ منطقَ الإمتلاك والهيكليّات الحاليّة التي وُجِدت خصّيصًا لتخدُمَ هذا المنطق! مثلاً: السلعُ اليوم مصنّعةٌ كي لا تدومُ فنضطر لشراء غيرها ثمّ غيرها… وهناك دائمًا أشياءٌ متطوّرةٌ أكثر فأكثر…
قد تقولون: “ولكن، إذا أَنْتَجْنا أكثر يكون لدينا أكثر لنُوَزّعَهُ على الآخرين في العالم!”، صدّقوني هذه كذبة! كذبةٌ كبيرة. معطياتُ المؤسّسات العالميّة كلُّها تقول إنّ الفجوةَ بين الأغنياء والفقراء تكبرُ دائمًا أكثر: الأغنياءُ يصبحون أغنى والفقراءُ أفقر!
أخيرًا، إن أردتُ ألّا أغْتَنِيَ دائمًا أكثر وأكدّسَ الثروات، عليّ أن أتجنّبَ تصرّفاتٍ معيّنةٍ يَعتبرُها عالمُ اليوم قانونيّة… أتجنّبُ مثلاً الرِّهانات على الأحصنة أوغيرها، وحتّى ألعاب الحظّ! عليّ أن أرفضَ الفسادَ والسكوتَ عنه، لا أقبلُ أن أرشِيَ أو أن أرتَشِيَ… كلُّها تصرّفاتٌ أخلاقيّةٌ شخصيّة، إجتماعيّة، لها وقعُها في الحياة الإقتصاديّة أيضًا.
فيرا أراوْجُو