حلّ سحريّ
كان جيجي مُستلقيًا على سريره يحاول أن يتسلّى بألعاب الفيديو. ناداه والدُه من المطبخ: “جيجي، هل تساعدني في تنشيف الصحون؟”، أجابه جيجي: “لا! لا أريد!”.
بعد بضعة دقائق أتى صديقُه: “تعال نركب الدرّاجة. ستأتي معنا مارسا! لنمرح معًا”! لكنّ جيجي رفض وقال: “أُفٍّ… يا لها من تسلية… لا أرغب بذلك!”.
ثمّ انتقل إلى غرفة الجلوس، تمدّد على الأريكة، إلتقط جهاز التحكّم بالتلفاز وبدأ يبحث عن رسومٍ متحرّكة، لكن لم يعجبه شيء: “كلّ البرامج مُملّة! لا أعرف ماذا أفعل!”.
رفع جدُّه نظرَهُ عن الجريدة التي كانت بين يَديْه وسأله: “أتريد أن تلعب الداما معي؟”، أجابه جيجي: “لا! الداما مُملّة جدًّا”. فقال جدُّه: “إذا بقيتَ تُضيّع وقتك هكذا، سيصير لونُك رماديًّا!”. “ماذا تعني يا جدّي يذلك؟ أنا حرٌّ بوقتي، أستعمله كما أريد واليوم لا أريد أن أفعل شيئًا… أعتقد أنّي سآخذ قيلولة”.
عاد جيجي إلى فراشه وسرعان ما غرق في نومٍ عميق. عندما استيقظ، جلس على سريره وبدأ يَنْتَعِلُ حذاءه. لم يصدّق ما رآه: كان لون رجليه رماديًّا! حاول أن يفركهما بيديه علّه يُزيل عنهما هذا اللون الرماديّ البشع، لكن دون جدوى، لا، غير معقول! لقد أصبح لونُ يديه رماديًّا أيضًا! نظر في المرآة ورأى، ويا للهول، أنّ لون وجهه رماديٌّ! وشعره أيضًا! كلّ شيءٍ من حوله رماديُّ اللون، من السجّادة إلى اللوحات على الحائط وحتّى جدران غرفته كلّها! هرع إلى غرفة الجلوس مذعورًا وهو يصرخ: “لا…لا…لا ! جدّي، جدّي! أين أنتَ؟”. قال جدّه: “إصْحَ جيجي! إفتح عينيك بُنَيّ. أنا هنا! لقد رأيتَ كابوسًا! إهدأ، كلّ شيءٍ على ما يرام”.
نظر الصبيّ إلى يديْه ورجليْه ورأى أنّ لونها عاد إلى طبيعته: “جدّي لن تصدّق ما حدث! أصبح لوني رماديًّا من رأسي حتّى أصابع القدمين!”. غمرَهُ جدُّه وقال مبتسمًا: “هذا ما يحدث لِمن يُضيّع وقته بدل أن يستعملَهُ ليفعلَ شيئًا جيّدًا. لكن يوجد حلٌّ سحريٌّ لهذا الوضع، يكفي أن تفعل شيئًا حسنًا، أن تكرّسَ بعض الوقت لمن بقربك كي يستعيدَ كلُّ شيءٍ لونَه”. سأل جيجي: “حقًّا يا جدّي؟”. أضاف جدّه: “لم يبقَ علينا سوى أن نختبر ذلك. لنذهب إلى المطبخ. أعرف أنّ هناك مَن يحتاج لمساعدة في تحضير طعام العشاء”.
في تلك الليلة تهيّأ لجيجي أنّ كلّ الأشياء من حوله تزهو بألوانٍ مشرقة.
لقد نجح حلُّ جدِّه السحريّ!
مأخوذ من مجلّة للأطفال
Spread the love