حكمةُ الخير أملٌ واستمرار
كنتُ أتأمّل المكان الذي أزوره للمرّة الأولى حين لفتَ نظري مشهدٌ رائعُ الجمال: شجرةٌ تبدو للوهلة الأولى شبهَ عارية، لكأنّها نفضَتْ عنها معظم أوراقها، وحولها أشجارٌ خضراء وارفةُ الظلال.
لاحظتُها هي، كم كانت متألّقةً بتمايُزِها ومُقتنعَةً بما هي عليه، فهي غيرُ مخادعةٍ وغيرُ مزيّفة، بل راقية ومتواضعة.
أخذني تأمّلي إلى حركة هذه الشجرة الداخليّة في نموّها ومثابَرَتِها وكَرَمِها، فهي أمثولةٌ في العطاء وهذا سرُّ جمالِها الجذّاب، لكأنّها تُناجي من ينظرُ إليها فَتَشْجيه بألحانِ زُهُوِّها وألوانِ زَهْرِها الجميل، وتُخبرهُ بأنْ لا عليه أن يقارنَ نفسه بمَنْ حوله، ولكن يكفي أن يَجنيَ كلَّ الخير مِمّا أفاضَهُ اللهُ عليه من نِعَمٍ وهِبات.
هذه هي النظرةُ الإيجابيّة وهذه هي المعجزةُ التي يزرعُها الخيرُ فينا، ولكنّ التشاؤمَ والشكَّ يجعلان مِنّا أسرى السطحيّة وضحايا الخمول، فنعتقد بأن لا شيء يُمكِنُهُ أن يتبدَّل، وهذا موقفٌ غيرُ سليم.
هذه هي النظرةُ الإيجابيّة وهذه هي المعجزةُ التي يزرعُها الخيرُ فينا، ولكنّ التشاؤمَ والشكَّ يجعلان مِنّا أسرى السطحيّة وضحايا الخمول، فنعتقد بأن لا شيء يُمكِنُهُ أن يتبدَّل، وهذا موقفٌ غيرُ سليم.
فنحن ننظرُ إلى الأمور بسطحيّة، ناسين أنّ كلَّ ما هو إلهيّ، كلَّ ما هو خير، لا يُحدِثُ ضجّةً ولا يتباهى به الإعلام، بل هو يعملُ في العمق وفي الخفاء، ويُغيّرُ من الداخل كبذرةٍ تحت التراب، كلؤلؤةٍ في صدفات المحار.
من الحكمة أن نثق بالخير وننَّقِّيَ نظرَنا ونجعلَهُ صافيًا، كي نبصرَ كلَّ ما ينمو في الخفاء فيكون لنا نبعًا من الأمل والفرح الحقيقيّ.
من الحكمة أن نثق بالخير وننَّقِّيَ نظرَنا ونجعلَهُ صافيًا، كي نبصرَ كلَّ ما ينمو في الخفاء فيكون لنا نبعًا من الأمل والفرح الحقيقيّ.
ريما السيقلي