حبٌّ بلا حدود
تتناثر الحروف وتتلألأ كالنجوم في سماء العطاء اللامتناهي، فتنسج قصّة حبٍّ تعجز الكلمات عن إعطائها حدودًا…”إنّها الأمومة”.
شلّالٌ من الحنان والتضحية، يهدر بصدى ألحانه، يلامس الروح في عزّ ربيع الحياة لِيَمنَحَها سكينةً دافئة، وإيمانًا غنيًّا بالعطف والحنان.
لوحةٌ خلاّقة، ترى فيها أمّهاتنا تُشرِقنَ بنورٍ يضاهي وهج الفجر، وتَحْمِلْنَ في أعينهنّ أسرار الحياة، وفي قلوبهنّ حنان الطبيعة، وفي أيديهنّ نسيج الوفاء والصبر والتفاني…
كم هو غنيٌّ عطاء الأمهات! يحمل في طيّاته تضحياتٍ يعجز تمامًا عن وصفها اللسان!
حملت أمّنا مريم العذراء في أحشائها نور الخلاص وبشرى الرجاء، يسوع، أمٌّ تتمثّل بها كلّ الأمّهات، فمريم “كانت تحفظ جميع هذه الأمور وتتأمّلها في قلبها”. (لوقا 2:19)
تقول كيارا لوبيك في هذه الآية: “يا له من وصفٍ جميلٍ في الإنجيل لأمّنا مريم، حيث يُظهرُها دائمة التأمّل في قلبها. ذلك الصمت العميق يُفتن الشخص الذي يحبّ. أمّنا أيضًا تكلّمت. لقد قالت “يسوع”. لقد أعطت يسوع. لم يكن هناك أبدًا رسولٌ أعظمُ منها في العالم. لم يكن هناك من نطقٍ بكلماتٍ أعظم من التي نطقتها هي التي أعطت “الكلمة”، التي نطقت بالكلمة.
لكلّ إنسانٍ دورٌ أموميٌّ تجاه الإنسان الآخر. فالأمّ تعرف كيف تداوي وتعذر وترجو وتسهر وتصبر… إنّ الأمّ عالمٌ شاسع، وما خطئ من قال: “الأمّ هي التي تهزّ السرير بيمينها والعالم بيسارها”. وما من شيءٍ يوفيها حقّها.
إيزابيل ريشا الدويري
Spread the love