حبريّة “نثر البذور”
بمناسبة الذكرى العاشرة لإنتخاب البابا فرنسيس (٣ مارس٢٠١٣- ٣مارس ٢٠٢٣)، لفتنا ما كتبه الصحفيّ أنطونيو سبادارو في مجلّة “الحضارة الكاثوليكيّة” الإيطاليّة حيث يصف حبريّته كحبريّة “نثر البذور” على نطاقٍ أكثر من واسع. ليس فقط نظرًا لعدد البلاد التي زارها، أو المراسيم والإرشادات الرسوليّة التي أصدرها، بل “للتغيير” الذي أتى به من خلال نظرته للكنيسة، ككنيسةٍ “في سَفَر” تتجلّى فيها الأهداف وتتحقّق تدريجيًّا وبخطًى ثابتة. إنّ العالم قد تغيّر، وعلى الكنيسة أن ترافقَ التغيير إنطلاقًا من الحياة الداخليّة للإنسان، كنيسة تكون “بيتًا للجميع”.
يكفي أن ننظر إلى طريقة عيش البابا المقتصدة والبسيطة، وتصرّفاته العفويّة، وقربه من الناس وبحثه عن الضعفاء والمهمّشين…
في مقابلةٍ له سنة ٢٠١٩، وأثناء عودته من ريو دي جنيرو إلى روما، قال عن نفسه إنّه “كاهنٌ متجوّلٌ بين الناس”. وفي ١٣ ديسمبر من السنة ذاتها، قامت إحدى السيّدات بشدّه من كمّه حتّى كاد يقع، عندها وبعفويّته أبعدها بقوّة لتترُكَه، لكن في اليوم التالي إعتذَرَ علنًا، خلال التبشير الملائكيّ، قائلًا : “أنا أيضًا أفقدُ صبري أحيانًا. أعتذِرُ للمَثلِ السيّىء الذي صدر عنّي البارحة”. مبادرته هذه تدلّ على أولويّة الشهادة المسيحيّة عنده، وحِرصِهِ على عيش الإنجيل بنقاوته، وجذريّة محبّته، وعلى وضع المسيح في مركز الأساس للكنيسة.
يلاحظ أيضًا الصحفيّ أنطونيو سبادارو أنّه في النص الختاميّ للمؤتمر العامّ لأساقفة أميركا اللاتينيّة، سنة ٢٠٠٩، (أي قبل رسامته الباباويّة)، كان البابا هو المنسّق للمشاركين في كتابة النصّ الذي وردت فيه ٢١ مرّة عبارة “الخيار التفضيليّ للفقراء”، ١٣ مرّة كلمة “رحوم”، أكثر من ١١ مرّة “القرب” من الناس، و ١٨ مرّة كلمة “مرافقة”، و ثلاثة مقاطع كاملة عن ضرورة الإسراع في الإنتقال من كنيسة “تُنظِّم” الإيمان إلى كنيسةٍ تَنقُل و”تُسهِّل الإيمان”. نحن بحاجةٍ لإعلانٍ جديدٍ للإيمان. إعلانٌ يرتكز على تقديم الإنجيل ببساطةٍ أكثر وعمقٍ وإشعاعٍ أكبر”.
من الملفت أيضًا أنّ البابا فرنسيس يقترح كتابَ أعمال الرسل ككتاب صلاة، يعودُ بنا إلى اختبار المسيحيّين الأوائل كمَثلٍ لكلّ الأزمنة. فالكنيسة تنتشر وتكبر بفضل الشهادة الحيّة التي تجذُب. لسنا نحن مَن يجذُب بل المسيح الذي يُغيّر قلبَنا، فمَن يرانا، يذهبُ إلى أبعد من شخصِنا، ليسمعَ ما يقولُهُ قلبُنا. يذكّرنا ذلك بقول القدّيس أغناطيوس الإنطاكيّ: “المسيحيّة لا ترتكز على الحكمة البشريّة بل على قوّة الله”.
يكتب أيضًا الصحفيّ سبادارو: “من أقوال البابا فرنسيس: مَن أنا كيْ أُدين؟”. أعتقد أنّ هذه العبارة تُحدثُ خَرقًا في الموقف الثقافيّ والتبشيريّ للكنيسة، وتُعيد للبابا دورَهُ في كنيسةٍ لا تُقاضي بل تُشارك بحياة وآلام وتطلّعات كلّ إنسانٍ في العالم”.
نأمل أن نكونَ قد أضأنا على بعض نقاطٍ لم تلقَ حقّها في الإعلام.
يكفي أن ننظر إلى طريقة عيش البابا المقتصدة والبسيطة، وتصرّفاته العفويّة، وقربه من الناس وبحثه عن الضعفاء والمهمّشين…
في مقابلةٍ له سنة ٢٠١٩، وأثناء عودته من ريو دي جنيرو إلى روما، قال عن نفسه إنّه “كاهنٌ متجوّلٌ بين الناس”. وفي ١٣ ديسمبر من السنة ذاتها، قامت إحدى السيّدات بشدّه من كمّه حتّى كاد يقع، عندها وبعفويّته أبعدها بقوّة لتترُكَه، لكن في اليوم التالي إعتذَرَ علنًا، خلال التبشير الملائكيّ، قائلًا : “أنا أيضًا أفقدُ صبري أحيانًا. أعتذِرُ للمَثلِ السيّىء الذي صدر عنّي البارحة”. مبادرته هذه تدلّ على أولويّة الشهادة المسيحيّة عنده، وحِرصِهِ على عيش الإنجيل بنقاوته، وجذريّة محبّته، وعلى وضع المسيح في مركز الأساس للكنيسة.
يلاحظ أيضًا الصحفيّ أنطونيو سبادارو أنّه في النص الختاميّ للمؤتمر العامّ لأساقفة أميركا اللاتينيّة، سنة ٢٠٠٩، (أي قبل رسامته الباباويّة)، كان البابا هو المنسّق للمشاركين في كتابة النصّ الذي وردت فيه ٢١ مرّة عبارة “الخيار التفضيليّ للفقراء”، ١٣ مرّة كلمة “رحوم”، أكثر من ١١ مرّة “القرب” من الناس، و ١٨ مرّة كلمة “مرافقة”، و ثلاثة مقاطع كاملة عن ضرورة الإسراع في الإنتقال من كنيسة “تُنظِّم” الإيمان إلى كنيسةٍ تَنقُل و”تُسهِّل الإيمان”. نحن بحاجةٍ لإعلانٍ جديدٍ للإيمان. إعلانٌ يرتكز على تقديم الإنجيل ببساطةٍ أكثر وعمقٍ وإشعاعٍ أكبر”.
من الملفت أيضًا أنّ البابا فرنسيس يقترح كتابَ أعمال الرسل ككتاب صلاة، يعودُ بنا إلى اختبار المسيحيّين الأوائل كمَثلٍ لكلّ الأزمنة. فالكنيسة تنتشر وتكبر بفضل الشهادة الحيّة التي تجذُب. لسنا نحن مَن يجذُب بل المسيح الذي يُغيّر قلبَنا، فمَن يرانا، يذهبُ إلى أبعد من شخصِنا، ليسمعَ ما يقولُهُ قلبُنا. يذكّرنا ذلك بقول القدّيس أغناطيوس الإنطاكيّ: “المسيحيّة لا ترتكز على الحكمة البشريّة بل على قوّة الله”.
يكتب أيضًا الصحفيّ سبادارو: “من أقوال البابا فرنسيس: مَن أنا كيْ أُدين؟”. أعتقد أنّ هذه العبارة تُحدثُ خَرقًا في الموقف الثقافيّ والتبشيريّ للكنيسة، وتُعيد للبابا دورَهُ في كنيسةٍ لا تُقاضي بل تُشارك بحياة وآلام وتطلّعات كلّ إنسانٍ في العالم”.
نأمل أن نكونَ قد أضأنا على بعض نقاطٍ لم تلقَ حقّها في الإعلام.
إعداد حياة فلاّح