لنعِشِ السلام
حان الوقت، وهو الآن

“أن نعيشَ السلام” مشروعٌ عالميٌّ يُساهمُ في تربية الأطفال، وتنشئة المراهقين والشباب على عَيْشِ السلام وبنائه في علاقاتهم وبيئتهم. ويشمل المشروع أكثرمن مئة مدرسةٍ وجماعةٍ وجمعيّةٍ متواجدةٍ في مئةٍ وعشرين بلدًا.
إنطلق هذا المشروع سنة ٢۰۱۱ بمبادرةٍ من “كارلوس بالما”، وهو شخصٌ ملتزمٌ في حركة الفوكولاري. وجد نفسه معلّمًا للّغة الإنكليزيّة في مدرسةٍ في القاهرة، وسط شرقِ أوسطٍ تتنازعُهُ الحروبُ والصراعاتُ منذ عشرات السنين. رغبَ أن يقدّمَ جوابًا عمليّا للتوق إلى السلام لدى شعوب المنطقة والعالم.
إقترحَ أوّلاً على خمسة عشر تلميذًا أن يبدأوا يومهم بِرَمْيِ “زهر السلام”، وهو مكعّبٌ لا يحمل أرقامًا على أَوْجُهِهِ الستّة، بل جُمَلاً صغيرةً تساعد على بناء علاقات سلامٍ بين الجميع، تقول:
لنحبّ دائمًا
لنبادر بالمحبّة
لنعرف كيف نصغي للآخرين.
لنحبّ الجميع،
لنسامح بعضنا بعضًا.
لنحبّ بعضنا بعضًا.
وبعد فترةٍ قصيرةٍ تغيّر الجوُّ في الصفّ: بدأ الأولاد يساعدون بعضهم ويساندون الأضعف منهم.
لم يعد المعلّمون يفرّقون بين التلاميذ (لنحبّ الجميع) ويطلبون منهم المعذرة على خطأٍ حصل خلال الدرس. شيئًا فشيئًا، انتشر هذا التصرّف في المدرسة، وتبنّى الجميع “زهر السلام”. فتغيّر جوُّ المدرسةِ كلّه.
هذه هي جذور مشروع “لنعِشِ السلام” الذي امتدّ من ثمّ إلى العالم.
ما الفريد في مشروع “لنعش السلام”؟
الفريد هو البساطة. كان الإقتراح الأوّل، اعتماد زهر السلام وجُمَلٍ صغيرةٍ نُطبّقها خلال النهار. تَبِعَهُ اقتراحٌ ثانٍ وهو التوقّف عند الساعة الثانية عشر ظهرًا للحظة صلاةٍ أو صمتٍ من أجل السلام في العالم. إقتراحان يناسبان الديانات والثقافات والمجتمعات كلّها، لكنّهما يتطلّبان أيضًا إلتزامًا شخصيًّا للخروج من الذات ولقاء الآخرين، ممّا يفتح المجال أمام الانفتاح والاهتمام بالآخر والاحترام المتبادل، لا بل أمام ثقافةٍ جديدة.
ما هي النشاطات التي وُلدت فيما بعد؟
سرعان ما وُلدَتْ مؤتمراتٌ على مستوى عالميّ. كان أوّلُها مؤتمرًا في القاهرة سنة ٢۰۱۱. إشترك فيه ۱٣۰٠ طالبٍ وطالبةٍ من بلدانٍ مختلفة، وآخرُها في تورنتو (كندا)، جرى في نيسان من العام الحاليّ، عُقدَ ضمن المنتدى العالميّ للتنشئة على الريادة.
من أهمّ النشاطات أيضًا “المشغل” إذا صحّت التسمية، في الأردن سنة ۲٠۱٧ بعنوان “حان الوقت، وهو الآن”، وذلك بمشاركة كاريتاس الأردن، حيث أمضت مجموعةٌ من الشباب والشابّات أتوا من كلّ بلاد العالم، عشرةَ أيّامٍ مع اللاّجئين السوريّين والعراقيّين في المخيّمات، يشاركونهم شروطَ حياتهم المعيشيّة، ويعملون معهم ومن أجلهم. كانت خبرةً مميّزةً جدًّا؛ لم يعودوا ينظرون إليهم “كلاجئين”، بل كأشخاصٍ أغنوهم بتاريخهم وثقافتهم وحياتهم.
إليكم الآن بعض أجوبة أطفال “لنعش بسلام” على السؤال التالي : ما هو السلام؟
هو الحبّ، الصداقة، الحنان، الفرح. هو أن نحتفلَ ونلعبَ معًا من دون شجار.
ـ السلام هو أن أساعدَ رفيقي. أن لا نعملَ حربًا.
ـ السلام هو الجنّة، هو أن نحبَّ ولا نفرّقَ بيننا وبين من هو مختلفٌ عنّا.
وعلى السؤال : كيف نصنع السلام ؟
ـ نتكلّم مع الآخر. نعتذر، حتّى وإن لم نكن مخطئين.
ـ نحبّ الآخرين كما هم. نكون أصدقاء.
ـ السلام بحاجة إلى الكثير من الصبر.
ـ نحن الأطفال نعرفُ كيف نبني السلام أكثر من الكبار.
في الواقع، يستطيعُ الأولاد والشباب أن يعطوا البشريّة رسالة تحوّل، رسالة انقلابٍ تُبرزُ وجهًا جديدًا للإنسانيّة، بفضل أشخاصٍ يُكرّسون أنفسهم للعيش بحسب هذه العبارة؛ “ليملك السلام على الأرض” و “السلام هو مسؤوليّتي أنا!”
أصبح مشروع Living Peace عالميًّا وعنصرًا فعّالاً في عدد من المنظّمات التي تعمل لأجل خير الإنسان والتطوّر الإيجابيّ للمجتمع البشريّ.
تنوّعت نشاطات المشروع فطالت الفنّ، كما شهد ولادة شبكة ألكترونيّة للمشاركة بالأفكار والإنجازات والصعوبات، بين الشبيبة في العالم كلّه.
للمعلومات : [email protected]

للتسجيل : livingpeaceinternational.org

إعداد حياة فلاّح

Spread the love