حائك الأساسات
تمّ افتتاح قاعة في في دار المطرانيّة المارونيّة في مصرعلى إسم البطريرك المكرّم الياس الحويّك (١۸٤۳ -١۹۳١)، وتوقيع كتاب حوله تحت عنوان “البطريرك الحويّك حائك أساسات أبرشيّة القاهرة المارونيّة” لكاتبه الأديب الخوري ميشال قنبر. إستهلّ سيادة المطران جورج شيحان بكلمةِ ترحيبٍ جميع ممثّلي الكنائس في رحب داره جاعلاً من هذه الأوقات لحظاتٍ مميّزةٍ تشهد للأخوّة والمحبّة بين الجميع، فقد حضر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسيّة للأقباط الأرثوذكس، وكلٌّ من غبطة البطريرك الأنبا ابراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، وسعادة سفير دولة الفاتيكان في مصر، وعددٌ من الأساقفة الأجلّاء وممثّلي المرجعيّات الكنسيّة، كما حضر سعادة السفير اللبنانيّ الأستاذ علي الحلبي، وشخصيّاتٌ دبلوماسيّةٌ أخرى. لكأنّ البطريرك المارونيّ الياس الحويّك، كما وصفه المطران شيحان، لا يزال من خلال حياته، ومن مشى على خطاه، يُحيي التراث المارونيّ الثقافيّ. كتب الدكتور الأديب الخوري ميشال قنبر عن البطريرك الحويّك سبعة فصول أرّخها ووثّقها في كتابه. وختامها مسك، لقد توّج درع البطريرك الحويّك حفلة اللقاء!
ومن هو البطريرك الياس الحويّك؟
إنّ البطريرك الحويّك، ومنذ كان نائبًا بطريركيًّا، قام برحلات كثيرة حول الأقطار العربيّة، كما الأوروبيّة مثل إيطاليا وفرنسا والنمسا، حملت الكثير من الثمار، فعلى سبيل المثال، من نتائج زيارته إلى فرنسا تمّ تأسيس الكنيسة المارونيّة في باريس ومركز للخدمات الإجتماعيّة للموارنة. جال في أنحاء مصر، في المنصورة والإسكندريّة والقاهرة ومحافظات أخرى حيث كان هناك وجود فاعل للموارنة، عرف أرض النيل جيّدًا.
حين توفيّ البطريرك يوحنّا الحاج، إنتخبه مجمع الكنيسة المارونيّة بطريركًا في عام ١۸۹۹. فأسّس النيابة البطريركيّة في مصرعام ١٩٠٤، والتي صارت في ما بعد أبرشيّة القاهرة المارونيّة لمصر والسودان، هو الذي انتظم في غضون بطريركيّته على زيارة مختلف الأبرشيّات وسعى لمعاضدة الجماعات والمؤسّسات الناشطة داخل الكنيسة، ولعب دورًا رئيسيًّا في تكريس العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيّين، هو الذي ساهم في رسم وتدشين دولة لبنان الكبير ۱۹٢٠، جاعلاً بلاد الأرز وطنًا للجميع، فجاء عنوان الكتاب لقبًا على مسمّى.
“لقد آمن بعقله الراجح، فراجح بين الفلسفة واللاهوت، والصلاة والعمل، وانتمائه الكنسيّ ووطنيّته. وفكّر بقلبه فأتت أفكاره ذهبًا مصفّى. هو المؤمن، والحكيم، والراعي المتّكل على العناية الإلهيّة. كان قلب القُطر يقطر دمًا على الأرزة في كلّ مرّةٍ تتعرّض غصونها لعاصفةٍ من العواصف. كان حُبّ البطريرك الحويّك يعني حُبّ لبنان، والعكس صحيح. وقد أجمع كلّ اللبنانيّين من كلّ الأديان والمذاهب والتوجّهات على هذا الحُبّ”.
البطريرك المارونيّ الياس الحويّك مثالٌ يُحتذى به، هو إذًا صاحب النفحة النبويّة والروح الرعويّة!
ريما السيقلي
Spread the love