جسور المحبّة
أبو سُهيل رجُلٌ في العقد السادس من عمره، إعتاد على العيش بمحبّةٍ تجاه الجميع. كان الجيران يُلقبّونهُ بأبي النخوة لِما له من همّةٍ في مساعدة الآخرين، فكلّما رأى شخصًا بحاجةٍ للمساعدة هَبَّ مُسرعًا دون تأخُّر لمساعدته قبلَ أن يطلُبَ منه المساعدة.
ذات يوم، سكن قربَهُ جارٌ جديد، كان مُحبًّا للعزلة، كارهًا للتخالُط مع الناس. يشعر دائمًا بأنّه غريبٌ عن ذلك المجتمع المُتآلف، يُعاملُ الناس بجفاف. منذ اليوم الأوّل لإنتقاله إلى الحيّ بدأ يبني سياجًا حول منزله كي يبتعدَ قدر المُستطاع عن الناس. إعتاد أبو سهيل أن يعملَ في حقله طوال اليوم فكان يواجه خلافاتٍ مُفتعلة، لا مُبرِّرَ لها من جاره الجديد. شعر أبو النخوة بالحزن لأنّه غيرُ معتادٍ على هذه المعاملة بين أهل الحيِّ الواحِد، وكان كلّما حاول التقرُّبَ من جاره لتقديم المساعدة له يُواجَهُ بالرفض والنفور، حتّى وصل الأمر بالجار الجديد إلى بناء حاجزٍ مرتفعٍ من الإسمنت بينه وبين أبي سهيل، كي لا يتمكَّن من رؤيته. كان ذلك الحاجز يرتفع يومًا بعد يوم، إلى أن حَجَبَ الرؤية نهائيًّا عن المنزل المُجاور، كما وضع الجارُ فوق الجدار قطعًا من الزجاج المكسور حتّى يمنعَ أحدًا من تَسَلُّقِه. لم يكن بِيَدِه حيلة، فاستسلم أبو سهيل للواقع الرافض لأيّ نوعٍ من العلاقات الجيّدة، وانقطع بذلك التواصُل نهائيًّا مع جاره الحقود.
دارت الأيّام وأصبح ذلك الجار الجديد مَنْسِيًّا من الجميع، وكأنّ ذلك المنزل مهجورٌ من الناس. ذات يوم، وبينما كان أبو سهيل يعمل كالعادة في حقله، سمع صوتَ استغاثةٍ من بعيد. أمْعَنَ في التركيز لِيُحدّدَ مصدرَ ذلك الصوت، فإذا به يأتي من خلف الجدار الإسْمَنْتيّ الذي بناه جارُه. أنعَمَ النظرَ مُطوّلاً إلى ذلك الجدار، وكأنّ نظراتِه اخترقَتْ قساوةَ الحجارة لتصِلَ إلى الانسان الذي يمتلكُ قلبًا ينبضُ خلف قسوة ذلك الحاجز. دون تردُّد، أشرع أبو النخوة للمساعدة. راح يتسلَّقُ ذلك الجدار بصعوبة، ممّا سبَّبَ له جروحًا بالغة، ولكنّه استمرَّ في المحاولة حتّى نجحَ في اجْتِيازِه. مشى قليلاً ليتمكَّنَ من تحديد مصدر الصوت المُستغيث، فوجد جارَهُ مُسْتَلقِيًا على الأرض وقد وقع فوقه سُلّمُ الحديقة الحديديّ. أسرع وحاول إنقاذَه، لكنّ السُلَّمَ كان ثقيلاً جدًّا، فاضطرَّ إلى طلب العون من أهل الحيّ لإنقاذ جارهم. وبالفعل، وبفضل نخوته، تمكَّنَ وبمساعدة الجميع أن يُنقِذَ حياتَه ويعطيه أملاً جديدًا في الحياة. نَدمَ الجار على ذلك الحاجز الذي بناه خصوصًا بعدما رأى الجروح في يَدَيْ أبي سهيل، وطلب أن يتمَّ هدم ذلك الجدار وبناء جسورٍ من المحبّة بينه وبين الجميع. منذ ذلك اليوم بدأت حياتُهُ تتغيَّر، إذ بدأ يشعر بمحبّة الجيران وإلْفَتِهم، وكانت سعادتُه لا توصف.
دارت الأيّام وأصبح ذلك الجار الجديد مَنْسِيًّا من الجميع، وكأنّ ذلك المنزل مهجورٌ من الناس. ذات يوم، وبينما كان أبو سهيل يعمل كالعادة في حقله، سمع صوتَ استغاثةٍ من بعيد. أمْعَنَ في التركيز لِيُحدّدَ مصدرَ ذلك الصوت، فإذا به يأتي من خلف الجدار الإسْمَنْتيّ الذي بناه جارُه. أنعَمَ النظرَ مُطوّلاً إلى ذلك الجدار، وكأنّ نظراتِه اخترقَتْ قساوةَ الحجارة لتصِلَ إلى الانسان الذي يمتلكُ قلبًا ينبضُ خلف قسوة ذلك الحاجز. دون تردُّد، أشرع أبو النخوة للمساعدة. راح يتسلَّقُ ذلك الجدار بصعوبة، ممّا سبَّبَ له جروحًا بالغة، ولكنّه استمرَّ في المحاولة حتّى نجحَ في اجْتِيازِه. مشى قليلاً ليتمكَّنَ من تحديد مصدر الصوت المُستغيث، فوجد جارَهُ مُسْتَلقِيًا على الأرض وقد وقع فوقه سُلّمُ الحديقة الحديديّ. أسرع وحاول إنقاذَه، لكنّ السُلَّمَ كان ثقيلاً جدًّا، فاضطرَّ إلى طلب العون من أهل الحيّ لإنقاذ جارهم. وبالفعل، وبفضل نخوته، تمكَّنَ وبمساعدة الجميع أن يُنقِذَ حياتَه ويعطيه أملاً جديدًا في الحياة. نَدمَ الجار على ذلك الحاجز الذي بناه خصوصًا بعدما رأى الجروح في يَدَيْ أبي سهيل، وطلب أن يتمَّ هدم ذلك الجدار وبناء جسورٍ من المحبّة بينه وبين الجميع. منذ ذلك اليوم بدأت حياتُهُ تتغيَّر، إذ بدأ يشعر بمحبّة الجيران وإلْفَتِهم، وكانت سعادتُه لا توصف.
كثيرًا ما نبني حواجزَ من الحقد والغضب في حياتنا، بيننا وبين الآخرين، ولكن وبالرغم من ذلك لا يُمكِن لتلك الحواجز أن تَسْلُبَ إنسانيَّتَنا وحاجَتَنا إلى التواصل والعيش معًا. لِنَهدِمْ تلك الحواجز كي نبنيَ مكانها جسورًا من المحبّة.
هلا قسطنطين