يُعرَضُ حاليًّا في صالات السينما فيلمٌ بعنوان “على خُطى المسيح”. ألفيلم عبارةٌ عن رحلةٍ مدرسيّةٍ تضمُّ مجموعةً من الأولاد يرافقُهُم إثنان من أساتذتِهم، هدفُها إلى جانب الإستجمام تثقيفُ الأولاد و اطّلاعِهم على المناطق اللبنانيّة التي يُرجّح أن يكون المسيح و تلاميذه قد زاروها أثناء تبشيرهم.
أوّلُ محطّةٍ كانت في “قانا” حيث زاروا المغارة المنقوشَ عليها كما يقولُ التقليد، صورة المسيح و تلاميذه، وبحضور عددٍ من سكّان القرية، أعاد التلاميذُ تمثيلَ ما حدث في عرس قانا الجليل، وأخبرهم أحدُ المطّلعين على تاريخ قانا، على البُعدِ التاريخيّ والدينيّ لكلّ ما شاهدوا. ومن قانا إلى صور، ثم “سيّدة مغدوشة”، “كرخا”، “صيدا” وصولاً إلى ” النبطيّة” ومنها إلى الشريط الحدوديّ… إنتهت زيارتهم على جبل التجلّي حيث المشهد الإنجيليّ في جوٍّ فائق الخشوع.
لن أعدّدَ هنا جميع مناطق الزيارة آملةً أن يتحمَّسَ الجميع لمشاهدة الفيلم، واكتشاف الثروة الموجودة في جنوب لبنان الذي تُعتبر أرضُه أرضًا مقدّسة، بخاصّةٍ أنّ لكلّ مزارٍ شرحٌ حضَّرهُ مُثقَّفي المنطقة. j
أمّا فكرةُ الفيلم فيخبرُنا الدكتور “ناجي كرم” أنّ مجموعةً من أهل الإختصاص (آثار و تاريخ…) أنشأوا جمعيّةً إسمُها “على خطى المسيح”، للبحث في الحقائق التاريخيّة و توثيقِها وأحبّوا أن يوصلوا ما اكتشفوه بطريقةٍ سَلسَةٍ للجميع، فكانت فكرةُ الفيلم السينمائيّ، و كلّفوا المخرجَ اللبنانيّ المعروف، فيليب عرقتنجي، بتحويل المعلومات إلى مشاهد، فكان الفيلم الذي يصفُهُ فيليب عرقتنجي بأنّه ليس فيلمًا وثائقيًّا بل هو رحلةُ استجمامٍ تضمُّ حقائقَ إيمانيّةٍ وتاريخيّةٍ في إطارٍ سَلِسٍ يشدُّكَ إليه ويجعلُكَ فخورًا بأنّك إبنُ هذه الأرض التي خطى عليها المسيح ويدفعك إلى العيشِ اليوم أيضًا “على خطى المسيح”…
ليلى نصّار