نحن على أبواب الانتخابات في لبنان وفي قلبِنا تَمَازُجٌ بين الأمَلِ والقلق: عالميًّا، نشهد أحْداثًا مُروِّعَة إن في إفريقيا أم أميركا اللاتينيّة، أم في شرقنا الأوسطيّ. ومحليًّا، نسمع عنفًا كلاميًّا فيه سبَاب وشتائمٌ وعنفٌ. وفي كلتي الحالتين… ضحايا…
مُسْتقبَلُ عالمنا مهَدَّد، يحْمِلُ في حناياه اقتِصادًا سقط من على شَفيرِ الهاوِيَة!
وتكادُ تُقْطعُ أنْفاسُنا مِنْ شِدَّةِ الخوف على أنْفُسِنا وعلى مَنْ نُحِبّ. وتُرافِقنا عِبارَة لَيْتَني أسْتَفيق، فأَجِد هذا الكابوس قد انْتَهَى، والكلُّ عاد إلى إنسانيّته وعمق ضميره متخليًّا عن حبّ السلطة والهيمنة والمال.
ولكنّنا من الذين لا يتوقفون عند الأحلام وحسب، بل نهُمَّ ونصنعها، فدورنا أساسيّ! دعنا ننطلق بدءًا من أعمالنا اليوميّة، فإن ارتدّت تلك إلى الجَوْهَر، جَوْهَرِ الحياة، بدّدت القشور وحملت للآخرين المحيطين بنا نظرةً جديدة! فلا نقفنّ مشاهدين مكتوفي الأيدي! صوتنا، عملنا، قراراتنا، كلّها موادٌ أوليّة لتبديل الأحوال الرديئة!
“إنَّ الشرَّ يَمُرُّ عَبْرَ حُرِّيَةِ الإنسان. لا تَدَعِ الشرَّ يَغلبُكَ بَلْ انْتَصِرْ عليه بالخَيْر”. (البابا يوحنا بولس الثاني)
وكلُّ خيرٍ أعمله هو وَرْدَةٌ أزْرَعُها في سَمَاءِ الإنسانِيَّة. وَرْدَةٌ أهديها لأصْحَابٍ بُعاد هجروا أرض الوطن، لأصْدِقاءٍ ضلّوا الطريق، لِشَخْصٍ أحِبُّه غرق في دوّامة يأسه، بِها أقولُ أسْمَى المَعَاني وأعَبِّرُ عن أخلصِ المشاعر. ومنْ يُقَاومُ فَرَحَ تَلَقِّيهِ وَرْدَة؟
ولأتَذَكَّرْ أنَّ كلّ وردة هي نظرة حبّ تُوقِفُ يَدًا إرْهابيَّة! كلَّما عَرَفْتُ أنْ أُحِبّ، وجَعَلْتُ الخَيْرَ يتألَّقُ بي ومِنْ حَوْلي ساهمت في ارتداد وطني إلى دعوته وارتداد الأرض إلى خالقها.
ريما السيقلي