تفّاح الجيران
الأرنبة “فروة”غاضبة، ويتآكلها الحَسَد. موضوعُ غيرتها هو التفّاح الجميل الذي ينمو على شجرة جارتها الثعلبة “ميمو”: “قبل أن ينضج تفّاحُها تراه أكثر خضارًا من تفاحّي، وعندما ينضج يكون أكثر احمرارًا! إنّه بالتأكيد أطيب وأكثر جودة ممّا عندي”.
كم كانت تشتهي أن تذوق تفّاح جارتها… في إحدى الليالي دخلَتْ فروة خلسةً حديقة جارتها وقطفَتْ تفّاحة. عادَت مُسرِعةً إلى المنزل، أخذَتْ سِكّينًا، وعندما همَّت بغرزه في التفّاحة صرخ صوتٌ خافتٌ قائلاً: “ماذا تفعلين؟ هل تَنْوينَ قطعَ رأسي؟” خرجَتْ من لُبِّ التفّاحة دودةٌ صغيرةٌ تلوّحُ بعَلَمٍ أبيض: “تحيّاتي! إسمي حنانيا. جئتُ بِنِيَّةٍ طيّبة. ضَعي هذا السكّين جانبًا، أرجوكِ!”. وضعَتْ فروة السكّين على الطاولة وهي تُتَمتِم مذهولة: “لا أصدّق! لا أصدّق! إنّها دودة! هذا يعني أنّ تفّاح جارتي ميمو فاسدٌ أيضًا! وأنا كنتُ أحسِدُها!!!”
– مهلًا، مهلًا، لا تتسرّعي، تفّاح ميمو ممتاز! أنا وزميلاتي خبراء بالتذوّق!
– تعني أنّ الدود في تفّاحي دلالةٌ على جودته؟ لم أفكّر أن أتذوَّقَه ولا مرّةً واحدة!
– لا أعرف إذا كان تفّاحُكِ جيّدًا. لكن بِحسَب ما سمِعتُه من زميلاتي يمكنني أن أتذوّقه بكلّ سرور. أتعلمين أنّ الحَسَد يُضعفُ القلبَ و يُهلكه؟ غَلَبَتْكِ فكرةُ التفّاح عند جارتك والذي هو أفضل من تفّاحك! الخلاصة: لا تتوقّفي أبدًا عند المظاهر. في بعض الأحيان تبدو حياة الآخرين أجمل وأسهل وأكثر إثارة للإهتمام من حياتنا، ثمّ نكتشف أنّ حياتهم مِثل حياتنا، فيها أفراحٌ وأحزان، وفيها مصاعبُ وآمال وخيباتُ أمل، نجاحاتٌ وفشل. لأنّ الحياة هي الحياة.
– صحيحٌ كلامُك. أنظري ما حدث لي: تفّاحةٌ فيها دودةٌ فيلسوفة! شكرًا لكِ حنانيا. درسُكِ مفيدٌ حقًّا. والآن سأتذوّق تفّاحي! هل تشاركينني؟
– بِكلّ سرور!
لورا بيراسي