بنات الطحّان
كان لدى طحّان ثلاث بنات: لارا، مارا وسارة. إمتازت لارا بجمال لا مثيل له. رآها الأمير ووقع في حبّها وأقام حفل خطوبةٍ فخمًا حيث طغتْ بنت الطحّان بجمالها على جميع الفتيات الحاضرات.
قال الملك: “لكن يا بنيّ خطيبتك ليس في عروقها قطرة دمٍ نبيل!”
أجاب الأمير: “لا يهمّ! سوف يصبح نبيلًا بزواجها منّي”. سار كلّ شيء على ما يرام طالما كانت لارا تبتسم، تنحني وترقص برشاقةٍ وأناقة، لكن عندما بدأَتْ تتكلّم كانت الكارثة! كلامُها سخيفٌ وفارغ.
فكّر الأمير: “ستكون زوجةً جاهلةً تجعلني أبدو أحمقًا! لقد نجَوتُ بأعجوبة!”.
في اليوم التالي، عاد الأمير إلى الطحّان، فقال له: “مارا، إبنتي الثانية، ليست بجمال الأولى، لكنّها ذكيّةٌ جدًّا”.
فكّر الأمير: “الذكاء أغلى من الجمال”. هذه المرّة أيضًا أقام حفلًا عظيمًا. لم تسحر مارا أحدًا، لكنّها وقفتْ في وجه كلّ الحكماء مُستمتِعةً بإذلالهم. قال الأمير في نفسه: “زوجةٌ متغطرسةٌ كهذه ستُهينُني أنا أيضًا! ألحمد لله نجوتُ بأعجوبةٍ هذه المرّة أيضًا!”.
للمرّة الثالثة عاد الأمير إلى الطحّان، فقال له: “إبنتي سارة، ليست جميلةً كالأولى، ولا ذكيّةً كالثانية، لكنّها طيّبةٌ جدًّا”. عندما دخلَتْ سارة قاعة الإحتفال لم تسحر أحدًا وعندما أجابت على أسئلة النبلاء لم تُثِر إعجاب أحد. لكن لمّا توجّهَتْ للنادل بنفس اللطف الذي خاطبَتْ به الملك، وعندما التقطَتْ بنفسها المنديل الذي أسقطتْه إحدى السيّدات، ولمّا تخلّت عن الحفل لتُجالس امرأةً عجوز، الكونتسّة الغاضبة، أدرك الأمير أنّه وجد العروس التي تستحقّ أن تكون بجانبه وقال الملك لإبنه: “هذه الفتاة ستُشرِّفكَ لأنّ قطرات الذهب تتدفّق في عروقها”.
لورا بيراسّي
Spread the love