وقفت اليرقة ميرا فوق ورقةٍ خضراء على غصن شجرة، وراحت تتلفّت من حولها لتُحدّقَ بمَن يغنّي، ومَن يقفز ومَن يطير!
جميع الحشرات في حركةٍ مستمرّة، إلاّ هي! مسكينة، لا صوت لها، لا تعمل ولا يُمكنها أن تطير.
تبذلُ جهدًا كبيرًا وبالكاد تتحرّك. وإذا ما أرادت التنقّل من ورقةٍ إلى أخرى، شعرت وكأنّها تدور حول الكرة الأرضيّة بكاملها.
ولكن، وبالرغم من ذلك لم تحسُدْ أحدًا البتّة.
كانت تعلم أنّها يرقة، وأنّ اليرقات يتعلّمْنَ كيف يَنْسُجنَ من لعابهنَّ، وبفنٍّ رائعٍ، نسيجًا رقيقًا لمنزلهنّ. هكذا، راحت ميرا تبذل مجهودًا كبيرًا وتقوم بعملها بتأنٍ. وبعد وقتٍ قصير، دخلت اليرقة في شرنقةٍ من الحرير دافئةٍ ومعزولةٍ عن العالم.
“وتساءلت ميرا: “ماذا عنّي الآن؟”.
“الآن انتظري”، أجابها صوتٌ خفيّ، “أصبري”.
استيقظَتْ ميرا بعد حين، لكنّها لم تَعُدْ يرقة.
خرجت من شرنقة، مع جناحين جميلين، مُزَيَّنَيْن بألوانٍ زاهية، وسرعان ما حلّقت عاليًا في السماء.
ليوناردو دا فينشي