المنطاد والبحر
هربت نايا الأميرة الصغيرة من برجها العالي لتتعرَّفَ على العالم الخارجيّ وتجدَ لها بعض الأصدقاء. كم فرحت حين رأت الغيوم و الرياح والمطر، وفرحت أيضًا حين التقت بكارلو وأصبحا صديقين. دعاها مرّةً لمرافقته في رحلةٍ في منطاده الجميل. ها هما يتمتّعان برحلتهما بعد أن هدأ المطر، وقد انطبعت في أعينهما صورة قوس القزح الذي ارتسم في السماء الصافية…
ماذا ستكتشف نايا اليوم؟ همست للنسيم قائلة: “هل تسمعني أيّها النسيم العليل؟ إلى أين ستأخذنا الآن؟”. أجابها النسيم بلطف: “أنا هنا، قد سمعتك وعرفت بما ترغبين. ثقي بي!”. وحمل النسيم المنطاد وطار به إلى شاطئ البحر.
إنبهرت نايا بجمال البحر الذي لم تكن قد رأته من قبل. كم هو كبيرٌ وبرّاق، وشمس الصباح تتلألأ في مياهه! كانت ترى الموج يهدهد الأسماك الصغيرة ومن ثمّ يندفع نحو الشاطىء ليُزيِّنَهُ بزخرفات الأرابسك الأنيقة التي تذوب في الرمل.
هتف الموج عاليًا: “نريد أن نصعد نحن أيضًا على متن المنطاد! ماذا ترون من عندكم، من فوق؟”.
أجاب النسيم برويّةٍ كعادته: “هذا غير ممكن! صحيحٌ أنّكم أبناء الهواء والتيّارات البحريّة، ولكن ركوب المنطاد مستحيل”.
تنهّد الموج وقال: ” آه… يا للأسف!”. فسألت نايا باندهاش: “إنّ البحر جميلٌ جدًّا، كيف أتى إلى الوجود؟”. أجابها طائر النورس وهو يحطُّ على حافّة سلّة المنطاد قائلاً: “مرحبًا، أنا طير النورس لكنّي أيضًا دليلٌ سياحيّ . كان جدّي يخبرني أنّه منذ بلايين السنين تدنّت حرارةُ الأرض كثيرًا جدًّا، فبدأت تهطل الأمطار وملأت المياه المنخفضات فتشكّلت البحار. وماء البحر مالحةٌ لأنّ المطر الذي يتدفّق فوق الصخور يجرفُ معه الأملاح المعدنيّة الموجودة فيها. ولكن هناك مشكلةٌ تعترضُنا، فنحن سكّانُ البحار والشواطئ نجد فيها الكثير من المواد البلاستيكيّة وغيرها من المواد الخطيرة على صحّتنا…”.
ردّ كارلو بأسفٍ قائلاً: “هذا صحيح! يتخلّص الناس من الأشياء الملوِّثة ويرمونها في الطبيعة… لا أعرف حقًّا إن كنّا سنراه يومًا نظيفًا عندما نكبر!”. هتف طائر النورس بأعلى صوته فرحًا: “أنظروا عند الشاطئ!”.
كانت مجموعةٌ كبيرةٌ من الأولاد والكبار قد تجمّعت هناك. كان معهم أكياسٌ و قفّازاتٌ وملاقط، يجمعون القمامة التي رماها الموج على الشاطئ، والتي إذا تُركت، كان المدّ العالي سيجرفها معه!
فكّرت نايا وقالت ياعتزاز: “يدافع هؤلاء الأولاد بفرحٍ عن الطبيعة! كم هذا نبيلٌ ورائع! ليتني أستطيع أن أساعدَهم!”. ولكن… ترى إلى أين سيأخذنا النسيم الآن، وما هو الدرس الذي يريد أن يعلّمنا إيّاه؟
ماذا ستكتشف نايا اليوم؟ همست للنسيم قائلة: “هل تسمعني أيّها النسيم العليل؟ إلى أين ستأخذنا الآن؟”. أجابها النسيم بلطف: “أنا هنا، قد سمعتك وعرفت بما ترغبين. ثقي بي!”. وحمل النسيم المنطاد وطار به إلى شاطئ البحر.
إنبهرت نايا بجمال البحر الذي لم تكن قد رأته من قبل. كم هو كبيرٌ وبرّاق، وشمس الصباح تتلألأ في مياهه! كانت ترى الموج يهدهد الأسماك الصغيرة ومن ثمّ يندفع نحو الشاطىء ليُزيِّنَهُ بزخرفات الأرابسك الأنيقة التي تذوب في الرمل.
هتف الموج عاليًا: “نريد أن نصعد نحن أيضًا على متن المنطاد! ماذا ترون من عندكم، من فوق؟”.
أجاب النسيم برويّةٍ كعادته: “هذا غير ممكن! صحيحٌ أنّكم أبناء الهواء والتيّارات البحريّة، ولكن ركوب المنطاد مستحيل”.
تنهّد الموج وقال: ” آه… يا للأسف!”. فسألت نايا باندهاش: “إنّ البحر جميلٌ جدًّا، كيف أتى إلى الوجود؟”. أجابها طائر النورس وهو يحطُّ على حافّة سلّة المنطاد قائلاً: “مرحبًا، أنا طير النورس لكنّي أيضًا دليلٌ سياحيّ . كان جدّي يخبرني أنّه منذ بلايين السنين تدنّت حرارةُ الأرض كثيرًا جدًّا، فبدأت تهطل الأمطار وملأت المياه المنخفضات فتشكّلت البحار. وماء البحر مالحةٌ لأنّ المطر الذي يتدفّق فوق الصخور يجرفُ معه الأملاح المعدنيّة الموجودة فيها. ولكن هناك مشكلةٌ تعترضُنا، فنحن سكّانُ البحار والشواطئ نجد فيها الكثير من المواد البلاستيكيّة وغيرها من المواد الخطيرة على صحّتنا…”.
ردّ كارلو بأسفٍ قائلاً: “هذا صحيح! يتخلّص الناس من الأشياء الملوِّثة ويرمونها في الطبيعة… لا أعرف حقًّا إن كنّا سنراه يومًا نظيفًا عندما نكبر!”. هتف طائر النورس بأعلى صوته فرحًا: “أنظروا عند الشاطئ!”.
كانت مجموعةٌ كبيرةٌ من الأولاد والكبار قد تجمّعت هناك. كان معهم أكياسٌ و قفّازاتٌ وملاقط، يجمعون القمامة التي رماها الموج على الشاطئ، والتي إذا تُركت، كان المدّ العالي سيجرفها معه!
فكّرت نايا وقالت ياعتزاز: “يدافع هؤلاء الأولاد بفرحٍ عن الطبيعة! كم هذا نبيلٌ ورائع! ليتني أستطيع أن أساعدَهم!”. ولكن… ترى إلى أين سيأخذنا النسيم الآن، وما هو الدرس الذي يريد أن يعلّمنا إيّاه؟
أنّا-ماريا غاتّي